الجمهورية
سعيد عبدالسلام
بين السطور- البدري جزار بقلب طفل
إذا كان حسام البدري قد حمل لقب الجزار وهو يلعب ضمن صفوف الأهلي في الثمانينيات لقوته وجرأته وأيضا لكونه يسلخ الفرق المنافسة وهو يقود الأهلي خاصة في بطولات القارة السمراء.
** إلا أنه جزار بقلب طفل لأنه إنسان خلوق وبسيط وعلي سجيته.. وكم كان قلبي وقلوب الجميع معه وهو يتلقي خبر تعرض ابنته إلي حادث مؤلم وهي تبتعد عنه آلاف الكيلو مترات في كندا.
** ومع ذلك وبشعور القلب والطعنات التي يتلقاها كل أب في بعض الأوقات يحتضن الخنجر بين ضفتي ضلوعه ويتابعه بصبر وجلد وفي نفس الوقت وبرباطة جأش الرجال يعد العدة مع رجال فريقه لمواجهة الوداد اليوم في مباراة الذهاب للنهائي الإفريقي ببرج العرب.
** أعلم أن الجميع يمني النفس أن يكرر الأهلي سيناريو لقاء النجم الساحلي الذي أقيم علي نفس الملعب قبل سبعة أيام بالتمام والكمال.. ربما أن الكرة لا تعرف المستحيل فنحن نقول ولم لا.. لكن لهذا الأمر شروط عديدة وكثيرة.
** فالأهلي خرج من لقاء النجم الأخير بمكاسب عديدة أبرزها السهم القاتل آزارو الذي أجل عملية اقتحامه للشباك وغدره بها حتي لقاء الفريق التونسي.. فأحرز ثلاثية قدم من خلالها أوراق اعتماده كأحد الجلادين الجدد في القلعة الحمراء.
** ولا ينسي أحد خاصة حسام البدري تألق رامي ربيعة في مركز لاعب الارتكاز في منطقة الوسط والذي كان نموذجاً في تأدية المهام وفتح أعين الخواجة كوبر لاستغلال إمكاناته في هذه المنطقة التي تفتقد إلي الديناميكية الحقيقية مع المنتخب الوطني.
** أتصور أن الجهاز الفني للأهلي واللاعبين يدركون تماماً أهمية الخروج بنتيجة تطمئن الفريق في لقاء العودة بالمغرب.. ويدرك أيضا أن الوداد المغربي لن يكون صيداً سهلاً لأنه استوعب خسارة الترجي والنجم الساحلي أمام الأهلي.
** كل هذه الأمور تجعل لاعبي الأهلي لا يستعجلون تحقيق الفوز العريض اليوم بل عليهم توزيع الجهد بشكل جيد واستغلال نقاط الضعف في فريق الوداد واحترامه بشكل كبير حتي يستطيع الشياطين الحمر المحافظة علي نظافة شباك شريف إكرامي.
** نترك الأهلي ونذهب إلي الانتخابات التي تنتظرها القلعة الحمراء والمنافسة المستعرة بين المهندس محمود طاهر الرئيس الحالي والكابتن محمود الخطيب فاكهة الكرة المصرية ومحاولة البعض استغلال كل الثغرات وحسن النية للعب علي أوتارها وأيضا الصيد في الماء العكر.
** لكن المهندس خالد عبدالعزيز وزير الشباب والرياضة الذي قام بزيارة النادي الأهلي صادفت عقد ندوة لأنصار محمود طاهر رفض التعليق علي ما أثاره بعض مثيري الفتن ولم يرد علي هذا الأمر متجاهلاً هذه الأصوات التي تعشق نظرية المؤامرة!!
** ونسوا أن الوزارة وقعت مع الأهلي بسبب انتخابات الجمعية العمومية غير العادية ورفضت إجراءاتها وتم تطبيق اللائحة الاسترشادية علي النادي العريق.. فالوزير يعرف تماماً مهام منصبه الذي يكتسي باللون السياسي قبل الفني!!
** لا يهمنا من يفوز في انتخابات الأهلي لأن القلعة الحمراء باقية والأشخاص زائلون.. لكن كل ما يهمنا أن تتعامل الجمعية العمومية مع الانتخابات بموضوعية تامة ويبتعد الأعضاء عن المجاملات والتحزب والأمور العاطفية لأنهم هم أصحاب الحق الأصيل وبالتالي عليهم ألا يفرطوا في حقوقهم ويقدموا نموذجاً طيباً مثلما يفعل الأهلي في كثير من الأمور كأكبر مؤسسة رياضية في مصر والوطن العربي.
والله من وراء القصد
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف