صبرى غنيم
رؤية - أنا أسعد من الرئيس
من يومين خرجت علينا الصحف بتكليف رئاسي لمتابعة الاستعدادات التي تجري في شرم الشيخ لمنتدي الشباب العالمي والمزمع إقامته في نهاية الأسبوع الأول من نوفمبر القادم.
وكان علي إثر هذه التوجيهات أن نقل اللواء عباس كامل مكتبه إلي قاعة المؤتمرات في شرم الشيخ وراح يعايش الشباب الذين أخذوا علي عاتقهم مسئولية الترتيب للمؤتمر..
- سألت نفسي كيف يستعد الرئيس السيسي لزيارة مهمة مثل اجتماع القمة بينه وبين الرئيس الفرنسي وفي الوقت نفسه عينه علي شرم الشيخ ولكي يطمئن قلبه كلّف ذراعه اليمني بهذه المهمة.. لم أر رئيسا مثقلا بهموم وطن مثل الرئيس عبد الفتاح السيسي الرجل توه عائدا من رحلة سياسية قاسية رفع فيها رأس مصر عالية امام دول العالم في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بجانب الاجتماعات الجانبية مع رؤساء الدول ومع ذلك بمجرد وصوله إلي مصر يعقد اجتماعات مع رجال الحكومة يفاجئهم بالسؤال عن قضايا الناس من تموين وارتفاع أسعار.. لم يعط الرجل لنفسه راحة ولم يفرق بين يوم جمعة وبين أيام الأسبوع.. المحيطون به سواء كانت السكرتارية الخاصة أورجال الحراسة يعملون بغير رحمة، وأصبح يخشي عليهم من التعب والإجهاد ولأنهم يشفقون علي الرئيس فهم لا يتكلمون لأن الرئيس السيسي هومثلهم الاعلي فكيف يتهربون طمعا في ساعة راحة..
- هنا قلت في داخلي "أنا اسعد حالا من الرئيس" يكفي أنني انام وقتما أريد، مهما تنوعت المسئوليات التي أواجهها سواء كانت في البيت أوالعمل فأنا أسعد من الرئيس مع أن مشكلة واحدة مع زوجتي تجعلني لا أنام الليل فما بالك بالمشاكل التي يواجهها الرئيس ومسئوليته عن مائة مليون نفس بشرية، فهومطالب كل صباح بأن يوفر رغيف خبز لكل مواطن وكوب لبن لكل طفل ودواء لكل مريض، يعني حياة الرئيس عذاب في عذاب.. بخلاف ما يتصدي له من إرهاب لتأمين أمن البلد.. ومع ذلك تري الابتسامة علي وجهه لا تفارقه رغم التعب وسهر الليالي علي مصالح الناس فالابتسامة عنوانه في زراعة الأمل للمصريين..
- بالله عليكم لما تكون حياة الرئيس بهذا الشكل تفتكروا أنه سعيد، مؤكد أن أي تنازلات علي حساب راحته وصحته محبة في الأمانة التي وضعها الشعب في رقبته، فمنصب رئيس الجمهورية عند السيسي ليس منصباً للأبهة بخلاف غيره من الذين سبقوه لحكم البلاد، يكفي أن جميع رحلاته الخارجية من الباب للباب أي من باب الطائرة الي اللقاءات والاجتماعات ثم إلي الطائرة، لم يأخذ جولة في شوارع المدينة التي يسافر اليها، لم يحدث أن الصحافة العالمية نقلت عنه صورا وهويتجول في شوارع باريس أوامريكا، حياته أصبحت مملة، والذين يسافرون معه يعرفون إنهم في رحلة تعب وليست رحلة ترفيهية.. تفتكروا رجل بهذه الصوره يشعر بالسعادة.. اذن أي مواطن هو أسعد من الرئيس حالا وراحة بال..
- لذلك لما أقول أنا أسعد من الرئيس هذه حقيقة، علي الأقل أتمتع بحريتي كاملة بلا حراسة.. ادخل المطعم الذي يعجبني، أتجول في الشارع في التوقيت الذي اختاره، انام وقت ما اريد، أقبل دعوة فرح ولا اعتذر لأن البروتوكول يمنعني.. أقضي يوما مع أحفادي في بيتهم ولا أفرض عليهم لقاء رسمياً حسب وقتي.. فيه اكثر من كده سعادة.. يكفي أن أكون حرا بلا قيود أمنية تحكمني والا إيه رأيكم..
- هذا الكلام أقوله حتي لا يتصور عبده مشتاق أن الرئيس أسعد حالا منا، لذلك سوف نعطيه أرواحنا قبل أصواتنا.