وسط الكثير من الاحباطات والشعور بأننا فقدنا الكثير من القيم الجميلة والمبادئ النبيلة والشهامة و(الجدعنة) التي تعتبر عنوانا عريضا للشخصية المصرية، يبزغ في الأفق شعاع أمل جميل يتمثل في موقف يؤكد ان الأمل موجود.. فتاة بميت راجل تصر علي مطاردة اثنين من اللصوص المجرمين الذين خطفا شاب سوري في شوارع مدينة نصر ونجحت هي وعائلتها في المطاردة وايقاف الجناة وبمساعدة الأهالي والشرطة تم القبض عليهما وانقاذ الشاب السوري المختطف.
الحكاية تؤكد أن الشهامة مازالت باقية وان معدن البنت المصرية يحتاج لوقفة حقيقية وأن الجدعنة لم تمت.. ومهما كانت الاحباطات فقد بعث هذا الموقف الرائع الكثير من الأمل في أن الشخصية المصرية ستظل محتفظة بالقيم النبيلة خاصة أن يارا علاء الدين الشابة المصرية الجريئة لم تخف علي ابنها الرضيع وأصرت علي المطاردة وهي تصرخ بأعلي صوتها حتي يتم انقاذ المختطف الذي لا يمت لها بأي صلة واتفق معها والدها ووالدتها وشقيقتها الذين كانوا جميعا في سيارة المطاردة ولم يهمهم أي اخطار أو أذي يمكن أن يلحق بهم ولم يحسبوا الا حساب النبل والأخلاق والانسانية.
يارا علاء الدين استضافتها جميع الفضائيات لأن مافعلته أصبح في هذا الزمن نادرا واستثنائيا، واقترح البعض أن يلتقيها الرئيس السيسي لتكريمها وهي تستحق لأن النبل أصبح قصة نتوقف عندها ونتحدث عنها كثيرا بعد أن كان أمرا طبيعيا، ولكن منذ أكثر من 7 سنوات تغيرت السلوكيات وأصبح الشعار المرفوع (وأنا مالي .. خليني في حالي) .. مع أن أي منا يمكن أن يتعرض لموقف مشابه لما تعرض له الشاب السوري المختطف عبد الله عبد المعطي الذي قال انه شعر أن الموت يقترب منه وان صوت يارا أثناء المطاردة عندما كان يصل اليه كان يبعث فيه الأمل بأنه سيبقي علي قيد الحياة وان الامل موجود
نموذج يارا مبشر ونتمني أن نراه في الكثير من فتياتنا وشبابنا حتي تختفي السلبية واللامبالاة التي أخرتنا كثيرا وأضاعت علينا فرصا بالجملة للتقدم لأن الامم المتقدمة تحتاج لقيم ومبادئ واصول الي جانب العلم والمال، وفي السنوات الأخيرة تكشفت الكثير من الايجابيات والسلبيات ولكن للأسف السلبيات كانت أكثر خاصة بالنسبة للسلوكيات والأخلاقيات التي تراجعت بدرجة كبيرة فلم يعد هناك اهتماما بالآخرين وأصبح كل شخص يفكر في نفسه فقط ولا يهمه الآخرون .. مصلحتي وسلامتي الشخصية أولا وأخيرا .. والاحساس بالآخرين منعدم تماما.. يارا بعثت فينا الأمل من جديد وأكدت بتصرفها التلقائي الجرىء أن مصر فعلا لسه (فيها حاجة حلوة)!