الدستور
كريمة الحفناوى
24 أكتوبر.. ملحمة المقاومة والصمود فى السويس
يحكى اللواء أركان حرب مسعد الششتاوى، فى الذكرى ٤٤ للملحمة العطرة للمقاومة الشعبية الباسلة فى السويس، ويقول: «إن إدارة أعمال القتال فى المدن ليست بالأمر السهل على المهاجم، فعلى الرغم من تعدد الهجمات الإسرائيلية على المدينة من جميع الاتجاهات فإنها فشلت جميعًا تحت ضغط المقاومة العنيفة حول وداخل مدينة السويس، وفى تلاحم أسطورى بين عناصر من قوات الجيش الثالث ومن الشرطة وأبطال المقاومة الشعبية من أبناء مدينة السويس».
ونحن نتذكر البطولات كانت اللمة تجمعنا الإثنين الماضى فى مقر الحزب العربى الديمقراطى الناصرى مع الشباب والشابات والكبار من القوى السياسية الوطنية، وبحضور قادة تحالف الأحزاب الاشتراكية ونواب السويس السادة طلعت خليل وعبدالحميد كمال، ومع بطلين من قادة معركة المدينة الباسلة، والتى تحول تاريخها ٢٤ أكتوبر ١٩٧٣ إلى العيد القومى، وهما البطلان أحمد العطيفى وعبدالمنعم قناوى من منظمة أبناء سيناء العربية. جمعتنا اللمة تحت عنوان «السويس إلهام مستمر للمقاومة»، ويستكمل الأبطال الملحمة: «وعندما دخلت الدبابات الإسرائيلية، وتقدمت غرب طريق المعاهدة تصدت لها قوات الاقتناص وأبطال المقاومة الشعبية، ولما حاولوا الهجوم مرة تانية من جهة محور القاهرة - السويس، ناحية شارع الجيش اتصدينا لهم، وهاجمتنا كتيبة دبابات تالتة من ناحية طريق القناة، لكن كل ده اتوقف قدام نيران مدفعيتنا وصد المقاومة الشعبية وتكبد العدو خسائر ضخمة ولما دخلوا من ناحية شارع الجيش قاتلناهم قرب مسجد الشهداء وسينما رويال ومبنى المحافظة القديم وأبادناهم وفجرنا وحرقنا دباباتهم ومدرعاتهم وأسرنا جنودهم».
وكانت المقاومة فى السويس ليست بالسلاح فقط، ولكن كانت أغانى المقاومة لفرقة ولاد الأرض، بقيادة كابتن غزالى وعلى أنغام السمسمية، خرجت الكلمات من الحناجر رصاصًا فى وجه العدو الصهيونى. ومين فينا ما رددش معاكوا يا سوايسة «فات الكتير يا بلدنا ما بقاش إلا القليل.. وعضم ولادنا نلمه نلمه نسنه نسنه ونعمل منه مدافع وندافع ونجيب النصر هدية لمصر.. ومين فينا ما غناش مع محمد حمام يا بيوت السويس يا بيوت مدينتى أستشهد تحتك وتعيشى إنتى.. يا بيوت السويس».
وأجمع الحاضرون على استمرار المقاومة لمخطط العدو الأمريكى الصهيونى لإضعاف البلاد وتفتيت الوطن العربى إلى دويلات بإشعال الاقتتال بينهم على أساس طائفى ومذهبى وعرقى لنصبح لقمة سائغة يسهل بلعها، ولكن درس المقاومة يقول الشعوب هى الباقية والعدو فى اندحار.
سادت الجلسة أجواء الحزن والشجن والألم، واتشحت بالسواد لسقوط عدد من الجنود أبناء الشعب المصرى شهداءً، وهم يواجهون الإرهابيين فى منطقة الواحات، روت دماؤهم الطاهرة أرض مصرنا الحبيبة، دفاعًا عن أمن وأمان الوطن. يتصدون لعدو غادر، الإرهاب الذى يضرب كل أنحاء العالم ويتربص بمصر فى الداخل وعلى حدودنا من الشرق والغرب والجنوب. وأجمع الحاضرون على أننا فى حالة حرب ليس فقط على الإرهاب، ولكن فى حالة حرب أيضًا على البيروقراطية والفساد والإهمال. وأن مواجهة الإرهاب ليست بالأمن فقط، ولكن بمواجهة شاملة لاجتثاث البيئة الحاضنة له من الفقر والجهل وعدم فهم صحيح الدين وبتوفير الميزانيات للصرف على التعليم وتطوير مناهجه وزيادة ميزانية الثقافة لنشر أشعة التنوير وإطلاق المهارات والمواهب فى كل أشكال الإبداع والفنون والرياضة وذلك للرد على الأفكار المتطرفة والمتشددة.
كما أنه لا بد من استنفار كل وزارات وأجهزة الدولة لبناء جبهة داخلية شعبية صامدة وقادرة على الصمود فى وجه الإرهاب والإرهابيين، وذلك عن طريق التنمية الإنتاجية وتوفير فرص العمل مع مرتبات تكفى الاحتياجات الأساسية للمواطنين، وتوفر لهم الحياة الكريمة مع توفير كل الخدمات والاهتمام بتنمية وتعمير المحافظات الحدودية، وذلك كله وسط مناخ من الحريات يساعد الشعب على المشاركة الفعلية فى البناء والتصدى للعدو من الداخل والخارج.
كما شدد الحاضرون على أهمية حرية توافر وتبادل المعلومات مع وجود سياسة إعلامية تعتمد الصدق والشفافية واحترام عقلية المواطن المصرى ومناقشة كل ما يهم الوطن وكل الأزمات بحرية وموضوعية للسلبيات والإيجابيات. وأؤكد يا سادة قبل نهاية المقال أن التصدى للأعداء والعمل من أجل التقدم والبناء يكون بالمشاركة بين الدولة والشعب.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف