عصام سليمان
بالعقل - علي الطريق.. نسير
زيارة الرئيس السيسي الأخيرة إلي فرنسا وضعت مجددا النقاط علي الحروف وكانت رسالة واضحة لمن يتصور ان مشروع مصر الوطني لبناء دولة قوية وحديثة ممكن أن يتوقف أو يتعطل نتيجة العراقيل التي يفتعلونها أو يضعونها في الطريق حتي لا نستمر.
فالبرنامج يسير وفق الاستراتيجية المحددة له ولا تراجع عنه لأنه إرادة مصير لهذا الشعب الذي عاني طويلا وآن له أن يجد فرصته التي تليق به وبتاريخه وجغرافية المكان الذي يشغله.
كما أن الزيارة أكدت مجددا ان حادث الواحات الإرهابي الأخير برغم آلامه لم يفت في عضد المصريين واصرارهم علي مواجهة جماعات الإرهاب وأن من يخططون في ظلام ومن يمولون هذه الأعمال الخسيسة واهمون إذا تصوروا انها ربما تكون تكئة للمهادنة أو طرح المصالحة مع جماعة تحارب الشعب وتستهدف كل فئاته مدنيين وعسكريين وأطفالا وشيوخا ونساء.. بل وتسرق أمواله من البنوك والشركات وتدمر ممتلكاته العامة والخاصة.
هذه المعاني أكدتها - كما قلت - الزيارة التي نجحت نجاحا كبيرا وكان لها مفعول السحر في تعزيز العلاقات الثنائية بين فرنسا ومصر في مختلف المجالات بدليل توقيع 16 اتفاقا وبروتوكولا مشتركا وتحقيق التوافق حول ملف مكافحة الإرهاب وعلاج المشاكل في المنطقة.
كما شملت الزيارة ردا حاسما علي محاولات الدس والوقيعة بين الجانبين من خلال سؤال مغرض حول حقوق الإنسان وتعامل السلطات المصرية معها.. وهو الأمر الذي جعل الرئيس الفرنسي يرد بشكل قطع الغرض علي صاحب السؤال ومن دفعه إلي طرحه حيث قال بالفم المليان انه لا يقبل أن يتلقي دروسا من أحد في حكم بلاده وبالتالي فهو حريص علي ألا يعطي دروسا للآخرين.
وزاد موضحا لمن يريد ان يفهم ان مصر تواجه تحديا يتعلق باستقرارها وان الرئيس السيسي يحارب أصولية عنيفة.
وبذكاء وحرفية أيضا التقط الرئيس الموضوع بمداخلة قوية تكشف المغرضين والمشككين والذين يتجاهلون ما يجري وما يحدث حولنا في بلاد علي الحدود من شيوع العنف والتطرف وانتشار التشرذم علي حساب البناء والتنمية وقال: حقوق الإنسان ليست سياسية فقط بل هناك حقوق أخري كالتعليم والعلاج والتوظيف وهي كلها حقوق في حاجة إلي جهد كبير.
كما أكد بوضوح وحسم علي حرص الإرادة السياسية علي اقامة دولة مدنية ديمقراطية حديثة.. وأن الشعب المصري لن يقبل أن يكون هناك أي شكل من أشكال الممارسة العنيفة والدكتاتورية أو عدم احترام حقوق الإنسان.
مجمل القول ان الصورة كانت واضحة أمام الجانب الفرنسي ممثلا في الرئيس إيمانويل ماكرون الذي قال: ان مصر تواجه الإرهاب في منطقة الشرق الأوسط بأكملها.. وبيننا وبين الجانب المصري شراكة عسكرية من أجل تحقيق أكبر تقدم.
وأعلن فرانسوا دورجي رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي ان بلاده تثمن غاليا الدور المصري الداعم لتحقيق الأمن والاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط.
ولأن الرؤية المصرية واضحة ومحددة في مجال القضايا الساخنة بالمنطقة وفي مجال البناء والتنمية بالبلاد أو المواجهة مع الإرهاب ومن يدعمونه.. فقد طالب الرئيس خلال زيارته لمقر وزارة أوروبا والشئون الخارجية الفرنسية بضرورة تكثيف الجهود الدولية للتصدي بفاعلية للاطراف الداعمة للإرهاب.
كما ان د.سحر نصر وزيرة الاستثمار خلال مشاركتها في مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار بالسعودية أكدت ان مصر تستهدف جذب 10 مليارات دولار في العام المالي 2017/2018 وان هناك فرصا كبري بمحور قناة السويس والعاصمة الإدارية بالاضافة إلي وجود أكثر من 600 فرصة استثمارية بالمحافظات.
وقالت الوزيرة: ان بلادنا نجحت في تجاوز التحديات التي واجهتها في الاقتصاد والتنمية خلال العامين الماضيين بفضل برنامج الإصلاح الاقتصادي الذي حظي بدعم المؤسسات الدولية.
إذن نحن نسير علي الطريق السليم والأصوات المعتدلة بدأت تتعالي في أمريكا مطالبة بدعم الرئيس السيسي في حربه ضد الإرهاب ومؤكدة ان الإخوان اعداء الاستقرار وان قطر تساند المتطرفين وتوفر لهم المأوي.. ومن هؤلاء مايك ماكول رئيس لجنة الأمن الداخلي بمجلس النواب الأمريكي وأدرويس رئيس لجنة العلاقات الخارجية ونواب ومسئولون سابقون.
حقا.. لقد بدأ زيف ادعاءات المنظمات الحقوقية المشبوهة ينكشف يوما بعد يوم.. والواقع يقول ويؤكد اننا منتصرون علي هؤلاء بإذن الله جل وعلا من أجل الخير لنا ولغيرنا.. وقولوا أمين يارب.