ابراهيم كمال
أضواء كاشفة - الجمهور يا سادة قوة دفع وزيادة
لا أحد ينكر الدور الرئيسي والمحوري الذي لعبه ويلعبه جمهورنا في كل مباراة نحتاجه فيها والتي أثبت ويثبت فيها أنه قوة الدفع الجبارة للاعبينا في الأوقات الصعبة والحرجة.. فعلها مع المنتخب فأبعد عن نفوس لاعبينا صخرة اليأس التي كادت أن تثقل صدورهم في الدقائق الأخيرة من مباراة الكونغو.. وتأهلنا إلي المونديال بعد غياب أكثر من ربع قرن.. وفعلها كثيراً مع أنديتنا.. الأهلي والزمالك بالذات فحققت ما لا يمكن أن يتحقق بدونه وكان خير معين لها.
ومع كل إنجاز تحققه رياضتنا خاصة الكروية دائماً ما نتغني بدور الجمهور ووقفته مع لاعبينا بصورة لا يمكن أن نصفها فننسب أي نجاح في أي بطولة لهذا الجمهور الوفي الذي قدم ويقدم أحلي ملحمة في المدرجات مع الالتزام التام بالتشجيع والمؤازرة والهتاف الهادف دون الخروج عن النص وهو الدور الأبرز له.. أي أن دور الجمهور في المدرجات لا يقل عن دور المدرب والجهاز في وضع الخطة والتشكيل المناسبين ودور اللاعبين في تنفيذ ما يدور في فكر الجهاز.
وأيضاً مع كل ما نحققه من انتصارات نعود إلي نغمة تعودناها بضرورة أن يكافأ هذا الجمهور بأن نفتح له أبواب ملاعبنا بعدما أثبت جدارته وأحقيته في أن تكون المباراة للجمهور لأنه المحرك الأساسي لها.. لكن تتلاشي التصريحات والتلميحات شيئاً فشيئاً إلي أن ينتهي الموسم ككل موسم.. وهو ما حدث بعد مباراة المنتخب وتأهله إلي المونديال ثم مباريات الأهلي في أفريقيا.. والتي أكد بعدها مسئولو الرياضة أن الجمهور لن يعود قبل مباريات الدور الثاني للدوري وهو ما يعني قياساً إلي ما سبق في المواسم السابقة.. إنه لن يعود وأن فرحة التأهل.. أو الانتصار انتهت.
وإذا كان هذا هو الدور الذي تقوم به الجماهير وأنها أحد مصادر سعادتنا في المباريات الحرجة والحساسة التي دائماً ما تقصر فيها وتقف وقفتها الجادة والقوية في وجه المنافسين لتسبب لهم الرعب أكثر مما يكونوا عليه من فرقنا.. فلماذا نقصر نحن في حقها ونستمر في معاقبتها بالحرمان من مباريات الدوري التي هي في الأساس معمل التجارب للاعبينا الذي من خلاله يظهرون ويفرضون أنفسهم علي الجهاز الفني للمنتخب.
لماذا نصر مع بداية كل موسم اللعب علي الوتر الحساس أن المدرجات تنتظرها وأن مباريات الدوري ستشهد عودتها ويمر موسم وراء الاخر ولا نجدها في المدرجات ولا غيره اللهم إلا في اللقاءات التي نحتاجها فيها أفريقيا والتي تظهر فيه بوجهها الحسن وهو ما حدث في مباراة المنتخب مع الكونغو.. وفي مباريات الأهلي في البطولة الأفريقية خير دليل علي أنها تعلمت واستوعبت الدرس جيداً وأيقنت أن التطرف في التشجيع والابتعاد عن الإطار الصحيح في المؤازرة نتيجته دائماً الابتعاد عن الملاعب.
ومهما قيل عن مثالية الجمهور في المباريات المهمة الحاسمة إلا أن هناك تخوفاً أبدياً ودائماً من عودة الجمهور إلي الملاعب مرة أخري لسبب لا يعرفه سوي المسئولين عن عودتها رغم عودة الحياة الطبيعية في كل شيء.
ونعود لنقول إن الأهلي في حاجة إلي أن تتصدر جماهيره المشهد مرة أخري وأن ترتدي كعادتها ثوب البطولة في لقائه أمام الوداد المغربي الليلة.. لتحقيق نتيجة تفتح له أبواب مونديال الأندية بعد التتويج بالأميرة الأفريقية.