يبدو أن الإدارة الأمريكية وحلفائها الإقليميين بدأوا التمهيد الإعلامي النهائي لمرحلة جديدة من الحرب التي يشنونها منذ تسعينات القرن الماضي علي بلدان ومحاور عدة في الشرق الأوسط والتي كانت مرحلتها الثانية قد انطلقت مع بدايات الألفية في أعقاب عمليات التفجير والاستهداف بالطائرات في نيويورك وواشنطن صبيحة يوم الحادي عشر من سبتمبر 2001..
فكما كانت الحرب الأفغانية وعملية غزو العراق واحتلالهما مرحلة جديدة كلياً في ظل عالم وزمن ساد فيهما الاعتقاد بأن الحروب الاستعمارية والاحتلالية التي تفضي إلي هدم مؤسسات دول وتغيير أنظمتها بالقوة قد ولت وبغير رجعة،فإن عالمنا المثخن ضميره والمثقل كاهلة بالصمت أمام جرائم إنسانية مهولة ترافقت والحروب الغربية الأمريكية المدعومة إقليمياُ ومحلياً » يوشك« أن يعيش مرحلة وفصلاً تاريخياً جيداً من مأساة هذا الزمن التعس البائس ـ فصل ـ تفرضه هذه الحروب التي لم يعد الفريق الذي تقوده الولايات المتحدة يخفي نواياه بشأنها.
خلال الأسبوعين الماضيين تصاعدت وعلي نحو غير مسبوق وتيرة التصريحات العدوانية والعدائية من معسكر العم سام وحوارييه بالمنطقة ضد أطراف ثلاثة محددة هي إيران وسوريا ولبنان كبلد حاضن للمقاومة الأشد قوة وإرادة بالمنطقة «حزب الله» فمن تصريحات صدرت عن مسئولين بالكيان الصهيوني حملت تهديداً مباشراً بحرب علي سوريا ولبنان وحزب الله وما وصف بالحضور والنفوذ العسكري الإيراني، إلي تصريحات شديدة الوضوح والجلاء من دول إقليمية صارت تصف إيران بالعدو الإيراني، وتربطها مباشرة بالحرب في اليمن وبدور حزب الله والحشد الشعبي في سوريا والعراق ولبنان، إلي حديث لا يحمل لبسا أو يحتاج إلي تأويل ومباشرة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ووزير دفاعه إذ قال الأول في تغريدة له علي تويتر لن ننسي أبداً الـ241 جندياً أميركياً الذين قتلوا علي يد «حزب الله» في بيروت، وقال الثاني نتذكر جيداً جنودنا الذين سقطوا، وواجبنا تكريمهم من خلال هزيمة العدو الذي كان سبب مقتله، وأخيراً قرار جديد من الكونجرس يحتسب حزب الله منظمة إرهابية..
من الموت أعادت الإدارة الأمريكية ذكري تدمير ثكنات المارينز التي فجرتها حركة الجهاد اللبناني في بيروت قبل 34 سنة وقتل فيها 241 أمريكياً.. لتتخذها ذريعة تتهم بها حزب الله الذي لم يكن وقتها تأسس بعد لمرحلة جديدة من حروبها العدوانية المباشرة.. إيران هي الهدف والبداية من لبنان والمتوقع تورط دول عربية وإقليمية في حلف العدوان الأمريكي.