نجوى عويس
بكل الحب - تحسين الخدمة التأمينية..متي؟
تلقيت الكثير من رسائل المواطنين الذين عانوا ويعانون في الحصول علي مستحقاتهم التأمينية من مكاتب التأمينات في العديد من المحافظات علي مستوي الجمهورية.. في الوقت الذي يعانون فيه من الآثار السلبية لتطبيق برامج الإصلاح الاقتصادي وضغوط الحياة وارتفاع مستويات الأسعار.. فالمواطن يصبر ويتحمل كل هذه المصاعب حتي يقف خلف الرئيس خلال هذه المرحلة في تنفيذ وعوده لنا بحياة كريمة.. وقد حاولت التعرف عن قرب بمشكلات أصحاب المعاشات والمؤمن عليهم.. وكان أحد الموضوعات التي لفتت انتباهي هو ضعف الوعي التأميني لدي أصحاب الأعمال والمؤمن عليهم من جهة، وعدم دراية العاملين بمواقع الخدمة بأساليب الاتصال الجماهيري من جهة أخري.. والتي ينتج عنها آثار سلبية كثيرة كتأخير صرف الحقوق نتيجة عدم ضم مدد الخدمة السابقة في جهات العمل والتي هي من واجبات مكاتب التأمينات، وعدم إنهاء الخدمة من أول زيارة للمكتب، وعدم إعلام المواطن بالمستندات المطلوبة لصرف مستحقاته دفعة واحدة.. وانهيار بيئة العمل في مواقع تقديم الخدمة من أماكن سيئة ومكاتب وأثاثات متهالكة ودورات مياه غير آدمية.. وانتشار الوسطاء والسماسرة بين المواطن ومقدم الخدمة بما يسمح بزيادة فرص الفساد وإرهاق المواطن للحصول علي الخدمة.. وعدم دراية صاحب العمل بواجباته حيال العاملين لديه مما يساهم في انتشار ظاهرة التهرب التأميني.. وكلها تضر بمستوي معيشة العامل وأسرته في وقت حاجته للحماية الاجتماعية.. والحقيقة أن القائمين علي أداء الخدمة للمواطن عليهم أن يختاروا بين طريق الخير وحب الخير بتقديم خدمة متميزة للمواطن تحسن من الصورة الذهنية لأجهزة التأمينات، وإما طريق يتأثرون فيه بتجاربهم السيئة في حياتهم.. وهنا لا يسيرون في طريق الخير.. والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا لا تكون هناك خطة سنوية لتطوير وتحسين الخدمة للجمهور تحت رعاية السيدة وزيرة التضامن.. ويبدأ التحسين بإنشاء مراكز استقبال متقدمة في مدخل المكتب يمكن أن تجيب عن الاستفسارات البسيطة والسريعة وتوزع نشرات المعلومات وإعلام المواطن بالمستندات المطلوبة كاملة للحصول علي الخدمة من أول زيارة للمكتب.. مع تسلسل مراحل تقديم الخدمة للتيسير علي المواطن.. وقبل ذلك الحرص علي أن تكون مواقع تقديم الخدمة مملوكة لصندوقي التأمينات وليست مستأجرة.. ويتم تصميمها بما يسمح بتقديم خدمة متميزة للمواطن صاحب الحق، مع الاستفادة من المساحة المتاحة بأماكن الانتظار والعناية بالمظهر الجمالي ونظافة هذه الأماكن باستمرار.. وتنظيم التعامل مع الشباك وفقا لأولوية الحضور كما هو متبع في الجهاز المصرفي.. والفصل بين أماكن الانتظار وأماكن وجود العاملين حيث يقتصر تعامل مقدم الخدمة مع المواطن عند الشباك فقط.. وحتي تنتهي الخدمة من أول زيارة للمكتب.. وللحديث بقية..