أظهرت الأحداث التي شهدتها المنطقة في السنوات السبع الماضية وأطلق عليها سنوات "الربيع" العربي حقائق جلية لا تقبل التشكيك ان اية دولة لكي يكون لها دور مؤثر وايجابي ويحظي بالتأييد لابد له من عناصر ومقومات تاريخية وجغرافية وبشرية وحضارية تعززه.
اية دولة تمتلك هذه المقومات دورها مطلوب بشكل دائم ومدعوة من المنظمات الاقليمية والدولية والقوي العظمي لأداء مهمتها في نزاعات محيطها واقليمها وهي قادرة بما تمتلكه من أدوات وثقل ان تؤثر ايجابا وكلمتها مسموعة في أي محفل ونجدها مدعوة في كل وقت وحين سواء من طرفي أي أزمة أو من القوي الدولية وعمل لها حساب وذلك أمر طبيعي مع بلد مثل مصر.
لكن هناك دولا للأسف "تتسول" الدور بوسائل مشروعة وغير مشروعة رغم أن حجمها وأدواتها البشرية والسياسية والعسكرية محدودة ولا تمتلك سوي فوائض المال و تدفع مليارات الدولارات رشاوي لشراء دورها وتسهيل القيام به .
القوي الدولية المستفيدة لا تجد غضاضة في استدعاء تلك الدول الطامحة والطامعة في استجداء دور للوقوف أمام الكاميرات والجلوس علي مائدة مفاوضات أو حوار حتي وان لم تبد رأيا أو تنطق بكلمة والثمن الذي تحصل عليه صورة تنشر لممثلها في وسائل الاعلام وهذا يكفيها وكل ما تتمناه.
أحداث السنوات السبع الماضية شهدت أمثلة علي ذلك وبالذات في الأزمة السورية وانفقت مليارات الدولارات علي اجتماعات ومؤتمرات ومفاوضات مولتها تلك الدول بدون نتيجة ايجابية.
ولم تنجح رغم ما أنفقته إلا في توسيع دائرة الخراب والدمار وزيادة عدد القتلي ولم تحصل إلا علي لعنات الشعوب.
ومع ذلك مازالت تصر علي دس أنفها بأموالها في كل القضايا والأزمات حتي لو كانت غير مدعوة لتخريب وافشال مساعي الخير كما حاولت وتحاول مع ما تقوم به مصر من جهود لانجاح المصالحة الفلسطينية وانجاز اتفاقات تخفيف التوتر بين الحكومة السورية والجماعات المسلحة.
كل العالم يعرف حجم وقيمة مصر وان احدا في المنطقة لا يستطيع ان ينازعها أو ينافسها أو يزاحمها في دورها ويدرك ان مصر الكبيرة والعريقة لا تبغي سوي استتباب الأمن والاستقرار والسلام وليس الخراب وإسالة الدماء مثلهم وهو ما دفع الرئيس بوتين إلي دعوة مصر للمشاركة في اجتماعات الاستانه بخصوص اقامة مناطق خفض التصعيد في سورية.
مصر بعد النجاحات التي أحرزتها بقيادة الرئيس السيسي ينتظرها في الفترة المقبلة مهام ومسئوليات ضخمة للقيام بدور كبير في قضايا المنطقة.