الجمهورية
محمد العزاوى
فساد المحليات يتحدي الأجهزة الرقابية
الفساد في المحليات وصل إلي مرحلة يصعب القضاء عليه أو محاصرته لأنه أصبح منتشراً ومتغللاً وفي تحد مع الأجهزة الرقابية التي تبذل جهوداً مضنية لمواجهة هذا الكم من الفساد في المحليات الذي أخذ شكل الشبكة العنكبوتية في كافة أجهزة المحليات.. فالإدارات الهندسية في كل الأحياء هي منبع الفساد الذي امتد إلي باقي الإدارات ورغم ذلك نجد أن العديد من مديري الإدارات الهندسية يستمرون في مناصبهم عدة سنوات بالرغم من ارتكابهم مخالفات عديدة دون أن يتم تحريكهم من أماكنهم أو نقلهم وفقاً للقوانين واللوائح التي تنص علي عدم بقائهم كمدربين في الإدارات الهندسية بالاحياء أكثر من ثلاث سنوات لأن ذلك أدي إلي تفشي الفساد بشكل خطير حيث أن الإدارات الهندسية هي التي تتحكم في منح التراخيص والمطابقة وغيرها من الإجراءات فكل المخالفات الموجودة في المباني والتي تحت الإنشاء في الاحياء وراءها موظفو الإدارات الهندسية من مهندسين وإداريين وغيرهم فهم عبارة عن شبكة متكاملة مع بعضهم البعض.. لقد فشلت كل محاولات إصلاح المحليات خلال الفترة الماضية وسيطرة حالة من اليأس والإحباط علي الرأي العام في أن يكون هناك إصلاح لكل أنواع الخلل الموجود في المحليات وأصبح المواطن ضحية المحليات خلال الفترة الماضية والحالية حيث أنه يضطر إلي دفع الرشاوي أو تقديم هدايا حتي يحصل علي الخدمات مع العلم أن هذه الخدمات من أبسط حقوقه التي يجب أن يحصل عليها من الدولة سواء كانت تراخيصاً أو نظافة شوارع أو رصفها أو الإنارة أو مياه الشرب أو الصرف الصحي وغيرها من الخدمات.
لقد أصبحت الصورة سيئة ومشينة في المحليات نتيجة استمرار موظفي المحليات في أماكنهم عدة سنوات دون أن يتم نقلهم مما جعلهم يتحكمون في كل شيء ويتسببون في إزلال المواطنين وتعذيبهم للحصول علي الخدمات.
لاشك أن عودة نظام المركزية الفاشل في المحليات أدي إلي تدهور العمل في الأحياء والمدن نتيجة التراخي والإهمال واللامبالاة لذا يتطلب الأمر إلغاء هذا النظام وأن يكون هناك لامركزية في المحليات حتي يمكن إحداث إصلاح حقيقي وجذري ولابد من تغيير دوري في المواقع بين الموظفين في الأحياء بحيث لا يبقي موظف في مكانه أكثر من عام ليتم نقله إلي إدارة أخري وأن يتم أيضا استبعاد من تدور حوله الشبهات إلي مكان خارج المحليات.
وأعتقد أن الدكتور هشام الشريف وزير التنمية المحلية قادر علي إحداث تغيير شامل في المحليات خلال الفترة القادمة من معاونة الأجهزة الرقابية لتطهير المحليات من الفساد الذي أصبحت رائحته تزكم النفوس في المحليات تحتاج إلي هزة قوية عنيفة لإصلاحها وتصحيح الأوضاع الخاطئة من خلال ضخ دماء جديدة يتم تأهيلها خاصة رؤساء الأحياء الذين يتم تعيينهم بالمجاملة والصدفة وهم أساس الإصلاح لأن رئيس الحي لو ضعيف وغير قادر علي اتخاذ القرارات والمتابعة الجيدة فسد كل شيء في الحي وهو ما ساهم في انتشار الفساد بشكل كبير في المحليات علي مدار السنوات الماضية لذلك فإن مواصفات اختيار رؤساء الأحياء يجب أن تخضع لضوابط وقواعد واختيارات قوية إذا أردنا الإصلاح في المحليات.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف