المصريون
محمود سلطان
من حقنا أن نسأل.. ولكن؟!
هل يجوز لنا أن نسأل لماذا أُقيل رئيس الأركان؟!.. وهل من حق الرئيس عبد الفتاح السيسي، أن يعلن عن حيثيات قرار الإقالة على الرأي العام؟!
ربما يكون من حقنا أن نسأل، ولكن ليس إلزامًا على الرئيس أن يجيب عن مثل هذا السؤال لدقته وحساسيته.. أنا ـ هنا ـ لا شأن لي بالقانون، وما إذا كان يسمح أو يمنع، ولكني أعتمد على البداهة: فالقرار ماسّ بالمؤسسة العسكرية، ولا يجوز ـ بداهةً ـ أن يكون على المستوى الرسمي مشاعًا للجميع، فنحن لا نناقش ـ مثلاً ـ لماذا أقيل الكابتن حسام البدري من تدريب النادي الأهلي!
فضلاً عن ملمح آخر، وهو: صحيح أن قرار الإقالة، جاء بالتزامن مع إقالة قيادات أمنية رفيعة، على خلفية نكسة 20 أكتوبر الأمنية.. ولكن من قبيل القطع لا الاحتمال فإن الفريق محمود حجازي "المُقال" ليس له علاقة بحادث الواحات، فهو لم يكن موجودًا في القاهرة أثناء العملية، وإنما في زيارة رسمية للولايات المتحدة الأمريكية، ما يرجح المقاربات التي ترى أنه أُقيل، في إطار عملية إحلال وتبديل ـ أيًا كانت أسبابها وأهدافها ـ لا علاقة لها بفضيحة الكيلو 135 "واحات".
ولكن هذا لن يمنع بطبيعة الحال، أن يمسي القرار مادة للتداول في سوق التكهنات، وللثرثرة على مواقع التواصل الاجتماعي، وفي ظل القيود القانونية الصارمة التي تغل يد الصحافة المرخصة، من تناول مثل هذه القرارات، فإن كثيرًا من التكهنات المحررة من مثل هذه القيود القانونية، خاصة على مواقع "السوشيال ميديا"، قد تذهب إلى أقصى نقطة، بلا أي سقف، وقد تلمس الحقيقة في توقعاتها، وقد تضل ضلالاً بعيدًا.
المشكلة أن هذه التكهنات ـ أو التوقعات ـ تتوافر لها الآن، حاضنة سياسية عبثية، تختمر وتنشط فيها، وتعزز من مشاعر عدم الثقة في وجود استقرار سياسي، يحصن الناس من مشاعر القلق وعدم اليقين والخوف من المستقبل.
على سبيل المثال لا الحصر، فإن حملة "علشان تبنيها"، ستتخذ أداة لقراءة القرار وتفسيره.. فإذا كانت الحملة، في أصلها مسيئة للرئيس، وتبرق رسائل بوجود قلق من شيء ما، فإن الإبقاء على تلك الحملة الآن، بعد قرار إقالة رئيس الأركان، لن يكون في صالح السيسي ـ الذي قدمته "علشان تبنيها" في صورة الرئيس "القلق" ـ ولا في صالح الأمن القومي المصري بطبيعة الحال.
أعتقد أنه يتعين على الرئيس السيسي الآن، أن يأمر بوقف تلك الحملة وبشكل عاجل وبلا تردد، ويبقى في النهاية أن نثني على قراره بمعاقبة القيادات الأمنية المسئولة عن هزيمة الواحات.. صحيح أنه جاء متأخرًا، إلا أنه ـ أيًا ما كان الأمر ـ في الطريق الصحيح صوب مواجهة هذا الإرهاب الوحشي والجبان.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف