د . هدى محمد
الأحزاب اليمينية تعيد رسم أوروبا
شهدت الفترة الأخيرة فوز أحزاب اليمين المتطرف في الانتخابات الأوروبية، بعد فوز الحزب المسيحي الديمقراطي في الانتخابات البرلمانية النمساوية وهو يتوافق مع أفكار حزب الحرية اليميني المتطرف الذي احتل المرتبة الثالثة، وتسببت مشاركته في الحكومة الائتلافية في عام 2000 في موجة غضب في أوروبا وقام الاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات علي النمسا، مما ينذر بعودة اليمين لتسلم المستشارية، وبعد نجاح زعيم الحزب الفائز »سيباستيان كورتز» في تعبئة الناخبين ضد تدفق المهاجرين، والذي انتقد بحكم موقعه كوزير للخارجية سابقاً سياسة الهجرة التي تنتهجها المستشارة الألمانية ميركل، ولعب دوراً رئيسياً في إغلاق الباب أمام المهاجرين في دول البلقان. وفاز قبله حزب البديل من أجل ألمانيا في الانتخابات، والذي يتبني سياسة معادية للإسلام والمهاجرين والاتحاد الأوروبي، كما فاز حزب الحرية الهولاندي المتطرف في الانتخابات، والذي يتبني نفس موقف حزب البديل الألماني، ودخل حزب الاستقلال البريطاني اليميني عام 2014 البرلمان، وشارك الحزب اليميني البولندي في تشكيل الحكومة، أيضاً يسعي حزب الشعب اليميني الدنماركي للحد من تدفق اللاجئين، بينما يرفض الحزب الديمقراطي اليميني السويدي شروط الاتحاد الأوروبي، كما دخل الحزب اليميني اليوناني البرلمان والذي وصفه الاتحاد الأوروبي بالنازي الجديد لرفضه للمهاجرين، لقد اجمعت الأحزاب اليمينة المتطرفة التي تصدرت المركز الثالث في الانتخابات الأوروبية علي رفضهم للمهاجرين والاتحاد الأوروبي ومعاداتهم للإسلام، ومع ازدياد الأعمال الإرهابية، وتزامناً مع ارتفاع البطالة، مما قد يهدد بانهيار الاتحاد الأوروبي.