بعد معركة الواحات ثبت باليقين أن بعض وسائل الإعلام الرسمي والخاص لا تستحق إلا "صفرا" و لا تليق بوطن يخوض حرباً من أجل الوجود. وباتت الحاجة ملحة إلي نوعية مختلفة من الإعلام المثقف العاقل الذي يفهم المشهد الذي يصوره قبل الأداء بعيداً عن الصوت العالي والسبق وتعكير السلم العام وتعزيز أهداف الإرهابيين .
لا نريد إعلاما ينقل لنا الشائعات علي أنها أخبار مؤكدة ويبث المعلومات المفبركة من وكالات مأجورة وصفحات التواصل الاجتماعي وكأنها حقائق وهي دائما مغرضة وضمن الحرب النفسية التي يشنها الارهابيون. ولا يهمه في ذلك سوي الجري وراء السبق والانفرادات وزيادة نسب المشاهدة وبالتالي ارتفاع دخل الإعلانات علي حساب جسد وطن بكامله وجثث ودماء أنبل من فينا الذين يستشهدون من أجل أن نحيا.
ببساطة ونحن في ظل الحرب الضروس التي نخوضها ضد الإرهاب لابد أن نفعل كما يفعلون في الغرب وفي أعتي دول الديمقراطية بعد وقوع عملية واحدة. ولنتذكر مقولة كاميرون رئيس وزراء بريطانيا السابق حين قال "عندما يتعلق الامر بالأمن القومي لايحدثني أحد عن حقوق الإنسان" ونحن مازال بيننا من الإعلاميين من يبحث عن حقوق القتلة والخونة وينسي حقوق الشهداء وأبناءهم وأمهاتهم وآبائهم وحقهم في الحياة ويصرخ مطالبا بالشفافية من أجل السباق الاستعراضي والتنافسي والبحث عن الشهرة ووصل الأمر أن نقلت إحدي القنوات الفضائية تسجيلات صوتية مفبركة علي شاشاتها! فمنذ متي وترددات أجهزة الشرطة يلتقطها العامة ويسجلونها ؟!
للاسف في الوقت الذي كان المفترض فيه الدعاء والمساندة للأبطال وأهاليهم قدمنا لهم الكذب والتضليل والشماتة من إعلام الولولة والصراخ بدعوي فشل عملية أمنية وعزفنا علي أوتار نغمة التقصير الأمني رغم أن هذه العملية نفسها قد تكون منعت عشرات التفجيرات .. وفي المقابل كان المشهد مهيبا عندما كانت أمهات الشهداء يودعن أبناءهن بالزغاريد !
كلمة فاصلة:برامج التوك شو "المكلمة الليلية " التي تضج بالنخبوية ليست طرفا أمينا في الحرب علي الإرهاب .