الوفد
محمد عادل العجمى
م... الآخر الطباعة ثلاثية الأبعاد
سألنى صديق فى دبى ماذا تعرف عن الطباعة ثلاثية الأبعاد؟ وما أن أخذت فى الحديث حتى وجدت نفسى لا أتذكر شيئاً، وحاولت جاهداً استرجاع ما قرأته وحضرته من مؤتمرات عندما كنت أتابع قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات منذ سنوات، ولكن دون جدوى.
وهذا السؤال كان بمثابة عصف ذهنى للمخ، الذى لم يتمكن من الإجابة رغم علمه المسبق بالطباعة ثلاثية الأبعاد، وهذا يعنى أن الإنسان لابد أن يكون متابعاً وبشكل مستمر للتكنولوجيا الحديثة، إلى جانب أن الحلم فى مجال الطباعة الثلاثية منذ سبع سنوات تحول اليوم إلى حقيقة.
فالطباعة ثلاثية الأبعاد هي: إحدى طرق التصنيع الحديثة حيث يتم تصنيع المنتج بتقسيم التصاميم ثلاثية الأبعاد إلى طبقات صغيرة جداً باستخدام برامج الحاسوب، وتتم عملية الطباعة برص هذه الطبقات الخام فوق بعض ليكتمل شكل المنتج النهائي، وهو ما يعنى إمكانية تصنيع منتجات معقدة بطرق سهلة، وأقل تكلفة. أو بمعنى أكثر بساطة هو تحويل التصميم إلى كود تفهمه الطباعة، فالطابعة ثلاثية الأبعاد عبارة عن آلة ميكانيكية (هيكل ومحركات) متصلة بجزء إلكترونى (وهو المتحكم فى حركة الآلة بالكامل) ثم تتدخل البرامج الوسطية التى تحول التصميم إلى كود يفهمه الجزء الإلكترونى وهو جى كود، وهذا الجى كود (G Code) عبارة عن ملف يحتوى على جميع الأوامر التى تنفذها الطباعة حتى تنتهى من تصنيع المنتج. وتستخدم الآن فى مجالات متعددة مثل الطب، والأجهزة التعويضية والأطراف الصناعية والروبوتات والإلكترونيات، والأحذية والملابس والسيارات، والمجوهرات والإكسسوارات، والفن، والفضاء وألعاب الأطفال، وغيرها.
وهذا مؤشر على أن الدول يمكن أن تحقق ثورة صناعية ثالثة باستخدام هذه التكنولوجيا التى يجب على الدول العربية وضع بصمتها واكتساب التكنولوجيا الحديثة من أجل أن تكون فاعلة ومؤثرة ومنتجة لهذه الثورة الثالثة فى عالم التصنيع، والتى من المؤكد أنها ستحدث طفرة نوعية وكمية فى عملية التصنيع خلال الفترة القادمة، ولن يكون هناك منتج وتصميم يفرض على المستهلك، بل يمكن عمل التصاميم وفقاً لاحتياجات كل مستهلك.
سيحقق سوق الطباعة ثلاثية الأبعاد، بما فيه مواد الطباعة والخدمات ذات الصلة، مبيعات تصل إلى 16.2 مليار دولار سنة 2019، بعدما حقق 3.8 مليار دولار سنة 2014 بحسب تقديرات شركة «ستاتيستا»، وهى شركة تُعنى بجمع التقارير البحثية.
هذا يعنى أن المستقبل يتجه نحو الطباعة ثلاثية الأبعاد، والذكاء الاصطناعي، فيجب على الدول العربية، أن تتجه نحو استشراف المستقبل إذا أرادوا أن يكونوا فاعلين فى المشهد الصناعى العالمى خلال السنوات القادمة.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف