جلال دويدار
خواطر - إنهم يطمسون معالم لغتنا العربيـة.. عمـــدا
لا أحد يمكن أن يشك أو يجادل في أننا دولة لغتها الرسمية هي العربية وهي اللغة التي نزل بها القرآن الكريم دستور الاسلام الذي تدين به الغالبية المصرية. اذن اذا كانت هذه حقيقة فإن من حقنا أن نتساءل عن ظاهرة تصاعد إطلاق الاسماء الاجنبية علي العديد من المنشآت سواء كانت محلات أو منتجعات أو تجمعات سكنية أو منتجات. هل هذا شيء طبيعي أم أنها عقدة الخواجة التي تحكمنا وتجعلنا نهرب من استخدام لغتنا. يحدث هذا للأسف دون أي مبرر خاصة وأن لغتنا العربية ثرية وتتوافر فيها كل متطلبات الوصف والاغراء الراقي.
لا اعتراض علي الاستعانة باللغات الاجنبية ولكن لابد أن يكون ذلك إلي جانب اللغة العربية التي يجب أن نعتز بها ونحافظ علي كرامتها وأولوياتها. ما يحدث ليس إلا تجسيدا للفوضي وعدم الانضباط اللذين يسودان الشارع والمجتمع. ليس من تفسير لهذا السلوك الممجوج سوي أنه بدأ بتقليعة وانتهي وللاسف إلي واقع.
بالطبع فإن مسئولية هذا الانفلات وعدم احترام اللغة الرسمية لدولة وشعب مصر تقع علي الدولة وأجهزتها المسئولة عن رقابة ومتابعة مثل هذه السلوكيات.. تعاظم عدم احترام اللغة الوطنية يشير الي عدم الانتماء ويؤكد أن هذه الاجهزة في غيبوبة لا تدرك عن عمد وإهمال واجباتها في تكريس واحترام الثوابت الوطنية. علي ما أعتقد أنه كان هناك قانون أو اجراءات معمول بها بضرورة استخدام اللغة العربية في اللافتات والاعلانات ولكن يبدو أنه قد تم الاتفاق والتوافق علي عدم التفعيل!!
إن إعادة الامور إلي نصابها يفرض حتمية احترام اللغة الوطنية علي أرض هذا البلد الذي لغته الرسمية هي العربية.. ان التحرك لتحقيق هذا الهدف يعد جزءا من استعادة الدولة لهيبتها. قد يقول البعض أنها قضية جانبية.. ولكن ما يجب أن يعلمونه أن ما يجري يساهم في طمس هويتنا وتراثنا وهو ما لا يمكن أن يرضاه أحد.