الأهرام
فتحى محمود
شباب العالم فى شرم الشيخ .. لماذا؟
ماذا يعنى وجود شباب ينتمون إلى أكثر من 100 دولة فى مؤتمر مصرى بمدينة شرم الشيخ، وكيف نستثمر هذا الوجود الضخم فى تحقيق أهداف عدة تبدأ من إطلاع الرأى العام العالمى على حقيقة الأوضاع فى مصر بعيدا عن محاولات بعض وسائل الإعلام العالمية تقديم صورة مشوهة عن بلادنا، ولا تنتهى بالمساعدة فى استعادة حركة السياحة كاملة إلى مصر، بالإضافة إلى أهداف المؤتمر نفسه المعلنة والذى يحمل اسم مُنتدى شباب العالم ؟

تساؤلات كثيرة مهمة مع اقتراب موعد المنتدى الذى يبدأ أعماله يوم السبت المقبل تحت رعاية رئيس الجمهورية، خاصة مع مشاركة عدد من أبرز الشخصيات الشابة المؤثرة على مواقع التواصل الاجتماعى بعدة دول فى المنتدي، وهو أمر يحدث لأول مرة بهذا الشكل والحجم فى مؤتمر بمصر.

كان البعض يظن عندما تم الإعلان عن عقد هذا المنتدى أن الأمر سيقتصر على دعوة عدد من شباب بعض الدول على غرار رحلات التبادل الشبابى التى تقوم بها وزارة الشباب منذ فترة طويلة، لكن تصريحات المسئولين عن المنتدى توضح بجلاء أننا أمام حدث يتم الإعداد له بطريقة احترافية مختلفة، فوفقا لهذه التصريحات تتزايد المشاركة رفيعة المستوى فى أعمال المنتدى يومياً، حيث سيحضر إلى شرم الشيخ عددٌ من رؤساء الدول والحكومات كضيوف شرف ومتحدثين رئيسيين فى بعض الجلسات، وسيُرافق كل منهم وفود شبابية رشحتها منظمات واتحادات الشباب على المستوى الوطني، وفاق التنوع فى جنسيات وتجارب الشباب المشارك كل التوقعات بما سيسهم بشكل كبير فى إثراء النقاش وإجراء حوار مُعمق حول مختلف القضايا والتحديات العالمية التى تؤثر وتتأثر بالشباب ، مع حرص إدارة المُنتدى على تحقيق التوازن الجغرافى وكذلك التكافؤ بين الشخصيات العامة والقيادات الشابة فى كل جلسة، فضلاً عن مراعاة التمثيل المتكافئ بين الجنسين فى مختلف الجلسات.

ويمتد العمل على مدى الساعة بمقر البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب للقيادة، وكذلك مركز العمليات بشرم الشيخ للتعامل مع كل التفاصيل التنظيمية والموضوعية الخاصة بالمُنتدى بما فى ذلك صياغة الملامح النهائية للجلسات النقاشية والمتحدثين خلالها، وكذلك تلقى طلبات المشاركة من الشباب المصرى والأجنبى وفحصها، وتولى الترتيبات الخاصة بضمان مشاركة كوادر شبابية متميزة فى مختلف التخصصات من مختلف دول العالم، وسط تعاون وتنسيق مستمرين بين إدارة المُنتدى ومجموعة العمل المُشكلة بوزارة الخارجية والسفارات فى الخارج.

وسوف تشهد الجلسات نقاشاً تفاعلياً بين قيادات سياسية واقتصادية وثقافية وشخصيات عامة من ناحية، وكوادر شبابية واعدة فى مجالات العمل العام وريادة الأعمال والأدب والفنون والرياضة من ناحية أخري، وتُمثل هذه الجلسات فرصة نموذجية لفتح الباب أمام الدمج الفعال لمنظور الشباب واحتياجاتهم وتحدياتهم فى عملية صناعة السياسات والنقاش المجتمعى فى إطار من الشراكة عبر الجيلية القادرة على التعبير عن وجهة نظر المجتمعات بشكل شامل.

لقد أكد المسئولون عن المنتدى أن حملة الترويج للمنتدى على مواقع التواصل الاجتماعى تشهد تفاعلا كبيرا على المستويين المحلى والدولي، وتجاوز عدد متابعى الصفحة الرسمية للمنتدى باللغة الإنجليزية على موقع فيس بوك نصف المليون متابع، فى حين وصل نطاق انتشار الصفحة إلى ما يقرب من 90 مليون شخص حول العالم منذ تدشينها فى شهر أغسطس وحتى الآن، ولا تقتصر الصفحة الرسمية على فيس بوك فقط على المواد الترويجية للمنتدي، وإنما تتضمن مقتطفات ومقاطع معلوماتية حول أهم المحاور الموضوعية التى سيتم التطرق لها خلال الجلسات مثل الفقر، والتغير المناخي، واللاجئين، وهى القضايا التى تحظى بأولوية متقدمة على أجندة العمل الدولي.

وما أسعدنى فى هذه التصريحات تأكيد أن حملة الترويج للمنتدى على مواقع التواصل الاجتماعى تدار بواسطة فرق عمل شبابية بالكامل تتابع جميع ما يرد من مقترحات وردود أفعال فى نوع من التفاعل الحى والبنّاء مع الشباب من مختلف الجنسيات، والإشارة إلى أن فعاليات المنتدى تشهد حضور عدد كبير من الـ Social Media Influencers وهم نشطاء من الشباب يدعمون قيم الحوار والسلام وتعزيز الشراكة الدولية فى مواجهة التحديات العالمية من خلال تأثيرهم على مواقع التواصل الاجتماعى داخل مجتمعاتهم، ويعد هذا المنتدى أول محفل من نوعه فى مصر يشهد هذا الحضور الكبير من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي.

كما سعدت أيضا بأن اللجنة المنظمة للمنتدى وضعت ضمن أعماله، موضوع العام الذى تبناه الاتحاد الإفريقى خلال قمته الأخيرة، بعنوان «تسخير العائد الديموجرافى من خلال الاستثمار فى الشباب»، وكانت قمة الاتحاد الإفريقى التى عقدت فى يوليو الماضى بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا قد اعتمدت الموضوع الرئيسى لها هو دعم وتمكين الشباب فى القارة، حيث جرى التأكيد خلال القمة على ضرورة قيام الحكومات بتطوير التعليم وتنمية المهارات وتحسين الرعاية الاجتماعية ودعم التشغيل الذاتى للشباب، بما يمكن القارة الإفريقية من أن تصبح لاعبا رئيسيا على الساحة العالمية مستقبلا.

كل ذلك يؤكد أننا امام حدث غير عادى لابد من استثماره جيدا وعلى أعلى مستوي، بداية من وضع خطة إعلامية متكاملة لتغطية أعمال المنتدي، ليس على المستوى المحلى فقط، ولكن الأهم على المستوى الدولى من خلال التعاون بين رئاسة الجمهورية وإدارة المنتدى والهيئة العامة للاستعلامات، وأتمنى أن تكون إدارة المنتدى قد اهتمت خلال عملية الإعداد بدعوة كبريات وسائل الإعلام العالمية من وكالات انباء وصحف وفضائيات ومواقع إلكترونية لتغطية أعمال المؤتمر، فهى فرصة مهمة كما أسلفنا للتواصل مع الرأى العام العالمى وتقديم صورة صحيحة عن مصر.

إن تكاتف جميع مؤسسات الدولة الرسمية وغير الرسمية والمنظمات الشبابية والمجتمع المدنى والإعلام وكل مصرى لإنجاح هذا المنتدي، هو واجب وطنى فى ظل المرحلة الدقيقة التى نمر بها الآن، ومعركتنا المستعرة فى مواجهة الإرهاب، والتى تتزامن مع معركة البناء والتنمية من أجل حياة كريمة لكل مصرى.



> كلمات:

لا تجادل مالم تكن مضطرا ..

وفر وقتك، تقدم، ثق بنفسك، خذ حقوقك ببساطة، الوقت الذى تضيعه فى الجدال امنحه لتغيير حقيقى يُرى فى حياتك.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف