الأهرام
أحمد عبد التواب
كلمة عابرة لغز تصعيد ترامب ضد إيران!
تغيب التفاصيل المهمة عن صورة تلاقى ترامب ونيتانياهو فى موقفهما الموحَّد ضد الاتفاق النووى مع إيران، برغم الأهمية الشديدة لتفاصيل هذه الحالة. أول شىء هو أن نيتانياهو يُعبِّر بدقة وقوة عن موقف عام قديم ثابت فى إسرائيل ضد الاتفاق بتأييد من كل القوى والأحزاب السياسية الإسرائيلية التى يهمّ نيتانياهو أن تصطفّ معه. أما ترامب فيكاد يكون وحده، حتى معاونوه الكبار وقادة حزبه المؤثرون يعلنون خلافهم معه، كما أن بقية الدول المشاركة فى الاتفاق، روسيا والصين وألمانيا وبريطانيا وفرنسا، ترفض خطوته بل وتحذّر من المضى فى هذه السياسة، لأنهم يتذكرون أن المفاوضات كانت عسيرة عبر نحو 12 عاماً، وأنها وصلت مرات إلى طرق مسدودة، حتى تم التوصل إلى التلاقى قبل عامين فى سويسرا، ثم دخل الاتفاق بالفعل حيز التنفيذ منذ مطلع العام الماضى. كما أن وكالة الطاقة الذرية أكدت 8 مرات منذ توقيع الاتفاق أن إيران تفى بالتزاماتها. إضافة إلى أن الأوضاع قد تحسنت الآن لمصلحة موقف إيران الإقليمى والدولى بأكثر كثيراً مما كانت عليه فى أطوار المفاوضات، أى أنه من المرجح أن تؤدى إعادة الموضوع للتفاوض إلى أن تحقق إيران مكاسب بأكثر مما يوفره لها الاتفاق. ومن المتغيرات المهمة أن إيران نجحت فى ربط مصالح بعض الدول المشاركة فى الاتفاق بأن يستمر، ويكفى العقود بمليارات الدولارات فى مشروعات عملاقة داخل إيران، وفى شراء طائرات مدنية..إلخ إلخ.

كما أن الكثيرين يعربون عن دهشتهم من تصعيد ترامب ضد إيران الآن، فى وقت يعلم هو والآخرون أنه لا يمكنه أن يخوض معركتين كبريين فى وقت واحد، وأن خلافه ضد كوريا الشمالية يحتل الأولوية التى تلتقى عليها المؤسسات الأمريكية الفاعلة، بتأييد هذه المرة من الحلفاء الغربيين، بل وأيضاً بدعم من روسيا والصين، على الأقل فى التصريحات الرسمية.

فلماذا يتعمد ترامب أن يبدو الآن وكأنه يسعى لتغيير موقف بلاده وحلفائه إلى أن يتماهى مع موقف إسرائيل؟ وهل لهذا تأثير على الترتيبات التى تجرى فى المنطقة لتسوية الأوضاع؟
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف