في أواخر عام 2010 كان علي الجنرال عاموس يادلين رئيس الاستخبارات الحربية الإسرائيلية "أمان" أن يقوم بتسليم مهامه إلي الجنرال أفيف كوخافي الذي تم تعيينه في المنصب.. وخلال مراسم التسليم أدلي يادلين بتصريحات خطيرة حول النجاحات التي حققها جهازه في بعض الدول العربية مثل مصر والسودان وسوريا ولبنان إلي جانب إيران.. واعتبرت هذه التصريحات أو الاعترافات التي نشرت في العديد من الصحف وثيقة تاريخية تؤكد لنا من العدو.. وماذا فعل وماذا يمكن أن يفعل رغم معاهدة السلام ومعسول الكلام؟
صحيح ان الخطوط تداخلت والمؤامرات تكاثرت واختلط الحابل بالنابل.. لكن تظل تصريحات - أو اعترافات - الجنرال الصهيوني المتعجرف عاموس يادلين صفحة مهمة في كتاب المؤامرة والتآمر.. نأخذ منها العبرة لكي لا ننسي.. ولكي لا نتوه.
قال عاموس يادلين ان مصر هي الملعب الأكبر لنشاطات جهاز المخابرات الحربية الإسرائيلية.. وقد تطور العمل في مصر حسب الخطط المرسومة منذ عام ..1979 أي عام توقيع معاهدة السلام واضاف: لقد أحدثنا اختراقات سياسية وأمنية واقتصادية وعسكرية في أكثر من موقع.. ونجحنا في تصعيد التوتر والاحتقان الطائفي والاجتماعي لتوليد بيئة متصارعة متوترة دائما ومنقسمة إلي أكثر من شطر في سبيل تعميق حالة الاهتراء داخل البنية والمجتمع والدولة المصرية لكي يعجز أي نظام يأتي مستقبلا عن معالجة الانقسام والتخلف والوهن المتفشي.
هذا الكلام قبل أواخر عم 2010 وأذيع علنا.. ليس به أية أسرار وأظن ان ما حدث وما يحدث يشير إلي انهم - للأسف - نجحوا وأننا - للأسف - سقطنا في الحفرة التي حفروها لنا.
وفيما يتعلق بالسودان قال الجنرال يادلين ان إسرائيل قامت بدور واسع في مساعدة الحركات الانفصالية بالجنوب.. وأضاف: انجزنا خلال السنوات الأربع والنصف الماضية كل المهام التي أوكلت إلينا.. واستكملنا العديد من المهام التي بدأ بها من سبقونا.. انجزنا عملا عظيما في السودان للغاية.. نظمنا خط ايصال السلاح للقوي الانفصالية في جنوبه ودربنا العديد منها.. وقمنا أكثر من مرة بأعمال لوجستية لمساعدتهم.. ونشرنا هناك في الجنوب وفي دارفور شبكات رائعة قادرة علي الاستمرار في العمل إلي ما لا نهاية.
وعن لبنان قال: لقد أعدنا صياغة عدد كبير من شبكات التجسس لصالحنا في لبنان.. وكان الأهم هو بسط سيطرتنا كاملة علي قطاع الاتصالات في هذا البلد.. وهو مورد معلوماتي أفادنا بأكثر مما كنا نتوقع.. كما أعدنا تأهيل عناصر أمنية داخل لبنان من رجل ميلشيات كانت علي علاقة مع دولتنا منذ السبعينيات إلي ان نجحت تحت ادارتنا في العديد من عمليات الاغتيالات والتفجيرات.. وأيضا سجلت أعمالا رائعة في ابعاد الاستخبارات والجيش السوري عن لبنان وفي حصار حزب الله وقد كان نجاحنا في اغتيال القائد العسكري اللبناني عماد مغنية داخل معقله في دمشق التي يصعب جدا العمل فيها تتويجا لجهودنا الجبارة وقدرتنا علي ربط الشبكات العاملة معنا في لبنان وفلسطين وإيران والعراق والمغرب لاحكام الخناق حوله في جحره الدمشقي.. وهذا يعتبر نصرا تاريخيا مميزا لجهازنا علي مدار السنين الطويلة الماضية.
وفيما يتعلق بإيران قال عاموس يادلين: نجحنا في الوصول إلي العمق الإيراني.. وسجلنا هناك اختراقات عديدة.. وقمنا بأكثر من عملية اغتيال وتفجير لعلماء ذرة وقادة سياسيين.. وتمكنا من مراقبة البرنامج النووي الإيراني.. واستطاع الغرب الاستفادة من هذه المراقبة بالتأكيد ومن توقيف خطر التوجه النووي في هذا البلد.
وعن غزة قال يادلين: يجب ان تتلاحق الضربات علي غزة.. ومن المفترض الانتهاء من إفشال حماس وتبديدها في المدة المحددة بالبرنامج المقرر في عمل جهازنا بكل دقة.
والآن.. إذا قدر لمن جلسوا علي مقعد يادلين أن يتحدثوا عن انجازاتهم ماذا يقولون؟!