الجمهورية
اللواء محمود زاهر
الحق وخيانة النسيان.."10"
أمر حق.. مهمة سياسية ومجتمعية وتعليمية وثقافية "هي حق جلي" .. نسيانها أو إهمالها أو محاولة علاج مرضها برتابة بيروقراطية.. أو إسنادها لغير أهلها ممن نحسبهم أهل علم.. وأهل ولاء وانتماء لمصر.. "هي خيانة" نعم والله خيانة خيانة لامن مصر القومي وتحديدا لاجياله المستقبلية المستهدفة بشدة وبتقنية عالية من أعداء مصر المتربصين بها ليلا ونهارا بكل سبيل ووسيلة.. نعم تلك الاجيال طيبة الاصل.. التي حرمناها من حقها في المعرفة.. في العلم الحق المؤرخ باسناد عدل.. "في الوعي والادراك لما لها وما عليها" نعم حرمناها وللاسف الشديد مازلنا داخل دائرة الخيانة بحرمانها.. ادفع بذلك وانا شاهد عليه وأبذل كل ما في وسع طاقتي واستطاعتي لأتطهر من دنس الخيانة.
مع تلك الاجيال التي ستحمل ثقل مسئولية أمن مصر القومي غدا.. "وبعد غد وإلي قيام الساعة" نعم ستحمل مسئولية رباط مصر إلي يوم الدين كما قال الصادق الامين عليه وعلي رسل الله جميعا حتمية الصلة والتسليم بما ارسلهم سبحانه وتعالي به مع تلك الاجيال التقيت وتحاورت وفي كل مرة تدركني مرارة الخوف عليهم وعلي كريمة القرآن مصر.. من عظم احتياجهم للوعي بكل معانيه ذاك الاحتياج الذي يطلبونه ويرغبون بشدة فيه ويستشعرون اننا نقطره لهم ببخل شديد.. "نقطره كتسديد خانه" خانة وظيفية يحرص الكثير علي استدامة مقعدها بالاستناد إلي ذاك التقطير ومستنداته الورقية.. "الخائنة" ومالياته المهدرة فإلي متي ستظل قوامة تلك.. "الطامة الكارثية قائمة علينا وبنا"؟؟
لقد جبت من شمال مصر لجنوبها "جبل الطور" ومن شرقها إلي غربها بتلك اللقاءات.. "المقطرة" وكان آخر لقاء لي بشهر أكتوبر الحالي 2017 بجامعة دمياط بتاريخ يوم الاربعاء الخامس والعشرين من اكتوبر. وقبل ان أشرف بدخول قاعة اللقاء وأمتلئ عزة برفعة وزخم الروح الطلابية الوطنية وتطعيمها بثلة من اشراف قدامي المقاتلين في حرب الكرامة عام 73 وعلي رأسهم الصديق اللواء محسن هندام.. واري كيف قامت كلية التربية الرياضية بعمادة الدكتور محمد أبوشوارب بجهد صادق في إعداد ذاك اللقاء الكريم.. اصطحبني الاستاذ الدكتور سيد دعدور رئيس الجامعة لمشاهدة.. ذاك الصرح التعليمي العظيم.. وكيف سيتم بإضافة كلية الطب إلي باقي كلياته.. وكيف ينتظر ويأمل في إتمام المبني الاداري بيد القوات المسلحة الشريفة والكريمة ان شاء الله في القريب العاجل.
ثم دخلنا القاعة.. وبدأت حرارة ودموع كلمات قدامي المحاربين.. وهناك ذاب وجداني فيما لفني من روح وطنية بريئة من أي تقصير.. "عدا تقصيرنا كأجيال مسئولة" روح الحشد الطلابي روح أجيال مصر التي كانت دموعها الحارة هي من تصرخ حبا وعشقا لمصر بتحيا مصر..تحيا مصر.. مرات ومرات حتي أيقنت ان مصر قد وهبها الله حياة جديدة فوق حياتها المديدة.. وحين تغنوا فتياننا وفتاياتنا بحب كريمة القرآن مصر.. "بصوت دموعهم".. أحسست بعظم تقصيرنا في حقهم.. وتأكد ذلك يقينا فوق يقين.. حين إلتفوا حولي بعد الندوة يطالبون بحقهم في المعرفة.. في التقدير الحقيقي لانتمائهم ووطنيتهم الخالصة المخلصة في استعدادهم الكامل لتحمل مسئولية زمانهم.. وفي انهم حين تسد فجوة تقصيرنا في حقهم فلن يكونوا قط أقل ممن أتوا بنصر اكتوبر 73 المجيد.. وأنا أصدقهم.. ودوما اعتقد انهم كذلك.
أمر أثلج صدري بما فيه من خير وفير.. قاله لي د. محمد الجندي.. وهو ان استاذ الجامعة هو من يؤسس منهج تدريسه ولذا لامانع ان يضع به.. "فقرة توعية وانتماء" بل ويخصص لها سؤالا بالامتحان.. وحول ذاك الامر وتلك الفكرة الرائعة.. وحول ما ذكرته كثيرا من ان أهل ضمير الحق المنير من المعلمين بكل مراحل التعليم.. وكذا الاعلاميون وكل صاحب علم وثقافة وأخلاق حميدة.. "هم رسل برسالة الله المرتلة علي رسله" كان الحديث مع رئيس الجامعة والسادة نوابه.. أ.د ممدوح وا.د طارق والسادة عمداء الكليات والدكاترة الافاضل حمدي ومحمد وعبدالحميد ومحمد منسي.. الخ قبل وبعد لقائي بأبنائي الطلبة والطالبات يدور حول ذاك الامر وتلك الفكرة التي وعدوا بتنفيذها ان شاء الله ولهم من كريمة القرآن مصر الشكر وخالص الامتنان..
تلك الفكرة العبقرية "أهديها" لكل رسل التعليم بكل مراحله وياليتها تؤسس بأنفس أجيالنا بالمراحل الابتدائية الاولي حتي يكون من اليسير بلورة تكامليتها الفكرية والعقدية بالجامعات فيتخرج لنا كل عام حوالي.. "مليونين ونصف من الرسل المعلمين بكل مجال" فنحن نتحدث عن اكثر من عشرة ملايين بالجامعات. وأضعافهم في جميع المراحل السابقة للتعليم الجامعي.. نتحدث عن قاعدة عريضة ذات اهتمام بالغ من أجيالنا نحن نتحدث عن اساس لامن مصر القومي.. والذي يتحتم تنقيته من كل منحرف عن الانتماء الوطني المصري.. "وأنا أعني كلماتي وأقصدها" فدون ذلك سيكون التخوف من الغد.. عافانا الله من ما يخططه الاعداء له..!!
ان ما تهتم به القيادة السياسية لمصر حاليا من تأهيل بعض من الاجيال الفتية هو أمر عظيم أمر أعلم جيدا أهميته وكم ناديت به إعلاميا صحفيا منذ نهاية التسعينات حين كانت صفوف مصر الاولي من القيادات كلهم "كبار السن جدا" ولا يعيرون من الاجيال اهتماما الا من ينتمون لهم.. "فكرا وتبعية ذاتية نفعية" حتي كاد الامر.. "بفساده".. يصبح توريثا شاملا لمصر وأصولها الحضارية والسياسية والاقتصادية "موضوع الصكوك الذي أوقفناه بفضل الله .. ومن قبله التوريث" إذن.. ما يتم الان بخصوص ثلة من الطاقات الفتية وتأهيلها سياسيا.. هو أمر عظيم كما ذكرنا.. ولكن هناك فرق كبير جدا بين التأهيل "فكريا سياسيا للبعض" و"التأسيس فكريا ونفسيا وعقديا لقاعدة الاجيال كلها".. انها قاعدة أمن قومي مستدام بإذن الله.. ولذا أتمني من قيادتنا السياسية..- المثقلة بالمسئوليات الجسام- أن تتبني بناء تلك القاعدة ولها من الله ثم مصر بكل نعمة نسبها الكريم الشكر.
وإلي لقاء إن شاء الله.
ملاحظة هامة
لقد باتت السياسة الدولية الان.. "عقائد" نعم باتت استراتيجيات "استحواذ وهيمنة" وليست سعيا لعمارة الارض بما ينفع الناس.. ولا حتي مجرد تبادل مصالح ومنافع فماذا ونحن نملك سياسة الحق وتفصيلها ومسعانا هو العمارة والنفع.. "وعدم الاعتداء".. اعتقد انه لايفل الحديد إلا ردع الحديد المصنع بالحق ومؤسس عليه..!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف