الأخبار
جلال دويدار
خواطر - نهضــة الأمـم لا تتحقـق سوي بشبكة طرق حديثة
رغم ما سببته استراتيجية هتلر وسياساته من خراب ودمار للدولة الألمانية في أعقاب هزيمته في الحرب العالمية الثانية.. فإن التاريخ والألمان مازالوا يذكرون لهذا المغامر العسكري الذي خرب بشطحاته وعنصريته كل العالم.. إنه كان وراء انشاء أكبر شبكة للطرق الحديثة. هذا المشروع الانشائي التنموي مازال يدعم نهضة ألمانيا الصناعية والاقتصادية حتي الآن. جاء تبني هذا الديكتاتور لهذا الانجاز إيمانا بأن الطرق هي عصب أي تقدم إقتصادي إلي جانب ما تمثله بالنسبة لتحركاته وغزواته العسكرية لجيرانه الأوروبيين.
من خلال شبكة طرق هتلر عرفت ألمانيا الأوبان »الأوتوستراد»‬ الذي لم يكن له وجود علي خريطتها الجغرافية. قبل ظهور هتلر. بعد سنوات الذل والعار الاحتلالي قامت الحكومات الألمانية المتتالية بالاستفادة من هذه الطرق التي تم أقامتها لانطلاق نهضتها الاقتصادية والصناعية اعتمدت علي الهمة والفكر الألماني الخلاق القائم علي الانضباط لتطوير هذه الطرق والعمل علي امتدادها وتشعبها لتحقيق المزيد من التسهيل لحركة النقل بين كل الولايات والموانيء الالمانية.
علي هدي هذه النهضة الألمانية القائمة علي شبكة الطرق أقدمت الولايات المتحدة علي الأخذ بهذه التجربة لاقامة أكبر وأضخم شبكة للطرق في العالم. ساعدها علي ذلك توافر مساحات الأرض التي سمحت لها بالتطوير والتحديث. ساهمت هذه الشبكة في ربط أنحاء الولايات المتحدة المترامية. شجع هذا التطوير المواطن الأمريكي علي سهولة استخدام السيارات لتيسير أعمالهم وحياتهم دون مشاكل. هذا الأقبال علي استخدام الأمريكيين لهذه الطرق جعل العالم يصفون أمريكا بأنها »‬أمة تجري علي عجل». ساهمت هذه النهضة في تحول الاقتصاد الأمريكي إلي أكبر وأضخم اقتصاد في العالم.
انطلاقا من هذه التجارب والنماذج التي ندركها والقريبة من أذهاننا فقد كانت خطوة جريئة وشجاعة أن يتبني الرئيس السيسي أضخم مشروع لاستكمال وانشاء وتحديث وتطوير الطرق في مصر. كان هذا ضروريا لسد إحتياجات الجهود المبذولة لتحقيق التنمية الاقتصادية الشاملة التي تشمل تسهيل الربط بين كل محافظات مصر. في هذا الشأن يري الخبراء أن هذه الاستراتيجية كانت أمرا ضروريا لخدمة التنمية الاقتصادية وهو ما سوف يؤدي في نفس الوقت الي تخفيض استهلاك الطاقة.
في اعتقادي أن مشروع شبكة الطرق يعد من أهم انجازات فترة حكم الرئيس السيسي الحالية. ليس أدل علي ذلك من ترحيب الشعب بهذا التطوير والتحديث وتقبله لكل الاعباء المتمثلة في الرسوم التي يدفعها لاستخدام هذه الطرق عن طيب خاطر. هذا السلوك يؤكد أن الشعب علي استعداد لتحمل التضحية في مقابل حياة أفضل له ولوطنه.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف