أحمد عبد التواب
كلمة عابرة - براءة الأطفال فى عينى تميم!
ترافق خطابان قطريان على أقصى ما يكون التناقض فيما بينهما فى يومين متتالين! فى الأول، اعترافات خطيرة عن مشاركة قطر فى أدوار رهيبة فى عدد من الدول العربية خاصة سوريا، حيث أقرّ حمد بن جاسم، رئيس الوزراء القطرى السابق، وهو الرجل الذى كان قوياً طوال حكم الأمير السابق، ويُقال إنه لا يزال له كلمة نافذة فى سير الأمور حتى الآن، بأنهم تنهاشوا على سوريا، ولكنها أفلتت أثناء التناهش. يكفى هنا الاعتراف بهذا الدور التخريبى الذى يُقرّ القائل بأن قطر اختارته لنفسها دون ضغوط من أحد وأنها كانت مدركة للتطورات والتبعات وأنه كان لها غرض واضح، ودع عنك المفردات التى استخدمها لوصف الموقف، فهى تحتاج إلى تحليل مستقل! أما الخطاب الآخر النقيض، فى اليوم التالى مباشرة، فكان على لسان الأمير تميم شخصيا والذى فضّل أن يظهر ببراءة الأطفال وسذاجتهم، فلا يعترف بأى خطأ لبلاده، بل يُبدِى الدهشة مما يقول إنها مواقف غريبة مفاجئة صادمة من الدول الشقيقة التى قرَّرت المقاطعة، برغم، كما يقول، إنه لم تُبدِ أيُ دولة منها أيَ مؤشر على أيِ رفض أو أيِ اختلاف معه أو مع بلاده!! وكأن هذه الدول أصابتها لوثة من التهيؤات وغياب العقل فأقدمت دون أدنى مبرر على قطع العلاقات! فهل يظن تميم أنه مادام أن حديثه لقناة أمريكية، حيث يجهل جمهور المشاهدين الأمريكيين التفاصيل المهمة، فإنه يمكن أن يخدع العالم كله؟ دون أن ينتبه إلى حقيقة أن الجماهير العريضة فى الدل العربية تشاهد حديثه فى ذات اللحظة، وأن تناقضاته مفضوحة لديهم كأوضح ما يكون!
واستمر تميم فى السيناريو الساذج، ليس فقط بإنكار أى خطأ فى الماضي، وإنما بإبداء نوايا الملائكة فى المستقبل، بإعلان حماسه على اتخاذ ألف خطوة فى سبيل مصالحة أشقائه العرب إذا بدرت منهم خطوة واحدة!
يمكان اعتبار منهج بن جاسم، بكل ما فيه، أكثر ذكاء بما لا يُقارَن من كلام الأمير، ولكن من يتوهم أن مثل هذا الذكاء يمكن أن يعالج مثل هذه الأزمة؟