عبد القادر شهيب
شيء من الامل - التوبة المستحيلة للشيطان !
لم يكن القيادي الإخواني السابق إبراهيم الزعفراني هو الوحيد الذي دعا جماعة الإخوان لاعتزال السياسه والاكتفاء فقط بشؤون الدعوة الاسلامية،، سبقه اخرون من قبل،، بعضهم من داخل الجماعه وليس من خارجها فقط،، ومع ذلك لم تستجب قيادة الجماعه لمثل هذه الدعوة حتي الآن، ولن تستجيب لها مستقبلا،، فهي دعوة مستحيلة،، او دعوة لا يمكن أبدا ان تجد استجابة داخل جماعة الإخوان وإلا انقلبت علي المبدأ الأساسي لها الذي أقام الجماعة عليه حسن البنّا المؤسس الأول لها، والذي يعتبره الإخوان هو الإمام الذي له حق السمع والطاعة حتي بعد مصرعه.
فإن البنّا الذي وصف في السنوات الأولي جماعته بأنها دعوة القرآن الحق الشامل سرعان ما جاهر بهدفه الأساسي لها وهو السلطة، بعد ان اشتد عودها،، فأخذ يتحدث عن محاربة دعوة فصل الدين عن السياسه بكل سلاح، لأن المسلم لا يتم إسلامه إلا إذا كان سياسيا بعيد النظر في شئون أمته،، فالإسلام حكم وتنفيذ كما هو تشريع وتعليم،،ولذلك نبه البنّا اتباعه إلي ان الجماعة سوف تنتقل من دعوة الكلام وحده إلي دعوة النضال بالأعمال، ومن بين الأعمال مخاصمة كل السياسيين سواء في الحكم او خارجه خصومة شديدة إن لم يستجيبوا للإخوان.
وهكذا فإن الإخوان يعتبرون اعتزال السياسه والتخلي عن الصراع من اجل الحكم هو انقلاب علي إمامهم ومرشدهم الأول ومؤسس جماعتهم، وإجهاضها لرؤيته التي أسس في إطارها الجماعة قبل نحو تسعين عاما مضت،، ولذلك فإنهم لا يمكن ان يقبلوا بأي دعوة تطالبهم بترك السياسة والاكتفاء فقط بالدعوة،، بل انهم يعتبرون من يطالبهم بذلك بمثابة عدو لهم وليس ناصحا لهم،، ولذلك من المستحيل أن يستجيبوا لمثل هذه الدعوات
ثم حتي لو افترضنا ان هذا المستحيل قد تحقق وأعلن مرشد الجماعة محمد بديع اعتزال السياسة، فإن ذلك لن يفيد في التخلص من العنف والإرهاب الذي ابتلينا به،، فإن بديع لا يسيطر بالفعل علي كل أعضاء الجماعة الذين كونت أعداد منهم خلايا ومجموعات تجاهر وتفاخر بممارسة العنف والإرهاب،، كما ان الخطر الذي تمثله جماعة الإخوان علي المجتمع لن يتوقف حتي ان تحولت إلي جماعة دعوية، لأنها جماعة تكفيرية، تروج للتطرف الديني وتعتبر نفسها هي الجماعة التي تمثل وحدها الإسلام وصاحبة القول الفصل في تعاليم الدين، وهذا مالم يخفه الزعفراني في مناشدته لمرشد الجماعه عندما تحدث عن مسئولية الاخوان تجاه الدعوة الإسلامية والإمة الاسلامية،
باختصار ان بقاء هذه الجماعة في حد ذاته حتي ولو أعلنت انها جماعه دعوية فقط هو خطر شديد علي مصر وكل البلاد العربية.