اشرف مفيد
كلام مفيد اكتشف «الماسة» بداخلك
عجيب أمر هؤلاء الأشخاص الذين يندبون حظهم صباح مساء ويتباكون على زمن ولى وكأنهم «عزيز قوم ذل» وهم أصلاً السبب الرئيسى فيما هم عليه من «حال مايل» ووضع متدنٍ لا يسر عدوا ولا حبيبا.
تلك النوعية من البشر تذكرنى بقصة الشاب الذى أراد أن يعرف حجمه الحقيقى وقيمته بين الناس وهل هو شخص مهم أم إنه مجرد مواطن «تافه» فذهب إلى والده الشيخ العجوز وسأله عن حجمه الحقيقى فقال له والده قبل أن أجيبك على السؤال خذ هذا الحجر واذهب إلى السوق وأعرضه للبيع وإذا سألك أحد عن ثمنه لا تقل شيئاً بل ارفع أصبعين من يدك إلى أعلى ولما فعل الشاب هذا الأمر طلبت منه سيدة شراء هذا الحجر فأشار باصبعيه قالت له «تقصد اثنين» .. أنا سوف أدفع لك دولارين فرجع إلى والده وأخبره بما حدث فطلب منه تكرار ذلك مرة ثانية ولكن بعرض الحجر للبيع أمام المتحف وما إن وصل إلى المتحف حتى عرض عليه أحد الموجودين هناك أن يشتريه وفسر الأصبعين بألفى دولار، ففرح الشاب وعاد إلى والده وأخبره بالمبلغ فطلب منه تكرار ذلك للمرة الثالثة ولكن أمام محل لبيع المجوهرات فلما رآه صاحب المحل قال له إن هذا الحجر نادر جداً و طلب شراءه ولما رفع أصبعيه لأعلى قال له نعم سوف أدفع لك مليونى دولار .. كاد الشاب يتوقف قلبه من شدة السعادة وعاد إلى والده وأخبره بما حدث فقال له والده هذه هى إجابتى على سؤالك .. حينما تختار المكان الذى تتواجد فيه وتنتقى الناس الذين يحيطونك فإنك بذلك تبرز «الماسة» التى بداخلك وبالتالى يتحدد حجمك وقيمتك فى المجتمع.
فهل فكرنا فى اكتشاف تلك «الماسة» أعتقد أنه علينا أولاً اختيار البيئة التى نعيش فيها وانتقاء من نتعامل معهم ورسم الدائرة الضيقة التى تحيطنا لأنها هى المعيار الرئيسى لتحديد قيمتنا الحقيقية فى الحياة.