لم تكن مفاجأة للرئيس الامريكي ترامب ان تلاحقه سيدة امريكية في أحد شوارع ولاية فرجينيا بأقذع الشتائم. وان ترفع لافتات امام موكبه تطالب بعزله من منصبه. بعد التطور الذي شهدته التحقيقات الامريكية في القضية المعروفة اعلاميا بتواطؤ الحملة الانتخابية بترامب مع روسيا. عندما وجهت مجموعة اتهامات لاثنين من أعضاء حملته الانتخابية هما رئيس الحملة بول نافورة ومساعده ريك غينيس. ووضعهما تحت الاقامة الجبرية. فان ترامب منذ ان أعلن فوزه بالانتخابات الرئاسية قبل قرابة عام مضي وهو يتعرض لحملات مستمرة. كانت تطالب في البداية باغلاق البيت الابيض في وجهه ثم تطالب الان بعزلة وعدم تمكينه من إكمال الفترة الرئاسية له.. واتخذت هذه الحملات اشكالا عديدة مختلفة ومتنوعة. مثل تنظيم مظاهرات شعبية ضده في عدة ولايات امريكية ورفض تنفيذ اوامره الرئاسية والطعن فيها امام القضاء الامريكي. وعرقلة تطبيق سياساته برلمانيا بواسطة الكونجرس. وايضاً الهجوم المستمر والذي لايتوقف عليه اعلاميا. والذي يتسم بالضراوة والشدة. ويجاهر أصحابه بأنهم يستهدفون طرد ترامب من البيت الابيض.
وهكذا يعيش ترامب منذ اللحظة التي جلس في مكتبه البيضاوي تحت حصار شديد. جعل منه طبقا للمصطلح الامريكي الشهير بطة عرجاء مبكرا جدا.. فهو اخفق في تنفيذ كل وعوده لناخبيه ابتداء من الغاء قانون التأمين الصحي الذي نفذه سلفه اوباما. وانتهاء بطرد المهاجرين إلي امريكا ومنع توافد مهاجرين لها. مرورا بالتعاون مع روسيا والحزم في مواجهة الارهاب مع اعتبار جماعة الاخوان ارهابية فضلا عن بناء سور المكسيك وتخفيض الضرائب علي رجال الاعمال الامريكيين.
غير ان الجديد هو ان هذا الحصار الذي يعيشه ترامب داخل أمريكا اشتد خلال الفترة الاخيرة بعد ان تعرض ثلاثة من اعضاء حملته الانتخابية للملاحقة القانونية.. ورغم ان التحقيقات في قضية التواطؤ مع روسيا من قبل حملته الانتخابية لم تطال ترامب نفسه حتي الان إلا ان سقوط قريبين منه علي هذا النحو يقربه من التعرض شخصيا للملاحقة القانونية خاصة وان هذا هدف لاعدائه لا ينكرونه او يخفونه بل يجاهرون به طوال الوقت.. ولعل ذلك يفسر زيادة عصبية ترامب في الايام الاخيرة وهي العصبية التي يراهن خصومه عليها في النيل منه لانها سوف تجعله يرتكب المزيد من الاخطاء سوف يستغلها هؤلاء المتربصون به لتقريب يوم الاطاحة به من البيت الابيض.
وسواء نجح خصوم ترامب في ذلك او اخفقوا في تحقيق هدفهم هذا فإننا يجب ان نضع في اعتبارنا حالة الحصار آلتي يعيشها ترامب داخل امريكا والتي تشل من قدرته علي الحركة والفعل بدرجة ملحوظة مع تصاعد الحملات التي تستهدف الاطاحة به.. أي يجب الا نراهن في إدارة علاقتنا مع أمريكا علي ترامب وحدة ولنتذكر انه لم يمنع وزير خارجيته من اتخاذ قرار بتخفيض المساعدات العسكرية لنا فضلا عن الانحياز لقطر ولنتذكر ان عبدالمعين يحتاج الان لمن يعينه كما يقول المثل الشعبي المصري.