الجمهورية
فهمى عنبة
العاصمة الإدارية.. هل تكون بدون موظفين؟!
هل هناك من فكر في صغار الموظفين الذين يعملون في دواوين الوزارات والهيئات والمصالح الحكومية التي سيتم انتقالها إلي العاصمة الإدارية الجديدة.. كيف سيدبرون أحوالهم.. وما هي وسائل المواصلات التي ستنقلهم يومياً إلي أشغالهم.. وهل توجد أحياء سكنية رخيصة تستوعب من يريد منهم السكن بالقرب من عمله هو وأسرته وضمان استقرارهم؟!
إنشاء العاصمة الإدارية.. حلم جميل.. يقترب من أن يصبح حقيقة بعد أن ظل خيالاً لفترة طويلة.. وما تم إنجازه في مدة قصيرة يبشر بمستقبل واعد ينتظره الشعب خاصة ان الرئيس السيسي أعلن أنه مشروع لكل أبناء مصر.. ولكن حتي لا ينقلب الحلم إلي كابوس أو يفتح الباب لمن يتصيدون في الماءالعكر وهم من لا يريدون الخير لهذا البلد.. فالمطلوب اتخاذ خطوات جادة وسريعة لبناء أحياء ومساكن للموظفين والعاملين في الوزارات التي سيتم نقلها.. مع ضرورة توفير وسائل مواصلات تضمن وصولهم إلي أماكن عملهم بسهولة دون عناء جسدي أو مادي.. والأهم أن يتزامن ذلك مع عملية نقل المصالح الحكومية.. وبنفس السرعة التي يتم بها بناء الشقق والفيلات المتميزة مرتفعة الثمن التي قاربت علي الانتهاء.
بالتأكيد كان التفكير منذ البداية يتضمن إقامة أحياء ومساكن وإيجاد مواصلات بصورة كريمة للعاملين والموظفين.. فماذا حدث؟!
نعلم جميعاً أن أغلب أبناء الشعب لا يمكنهم شراء المساكن الفاخرة التي تم الإعلان عنها.. والتي تصل مساحاتها ما بين 130 و180 متراً وأسعارها تفوق قدرات أي موظف في الدولة حتي لو كان وكيل وزارة.. لذلك بدأ القلق يساور العاملين في الحكومة.. خاصة ان الانتقال سيكون بعد عام تقريباً.. فماذا سيفعلون؟
لم تبدد تصريحات المهندس مصطفي مدبولي وزير الإسكان قلق الموظفين ولم يكفهم تأكيده بأن العاصمة الإدارية ستكون لكل المصريين بمختلف فئاتهم فهم لم يروا بعد أي مظاهر لإنشاء الحي الحكومي الذي قال إنه سيخصص للموظفين بأسعار خاصة وطرق سداد طويلة وتيسيرات.. بل إن تصريحه الذي نقلته عنه وكالة أنباء الشرق الأوسط أثار البلبلة لأنه أفرغ العاصمة الجديدة من مضمونها حيث قال بالحرف كما نقلته الوكالة "لن يتم نقل كافة موظفي الدولة للعاصمة الإدارية كما يتصور البعض.. بل نقل عدد من الإدارات أغلبها من الشباب تقوم كل وزارة بتحديدهم وسيتم الاعتماد علي الشباب المتسلح بالتكنولوجيا في إدارة الوزارات بالعاصمة الإدارية خاصة ان النظام الجديد سيكون الأولوية فيه للحكومة الإلكترونية"!!
إذا كان ما تم نقله عن الوزير صحيحاً.. وفي ضوء تأكيدات الرئيس عبدالفتاح السيسي والمهندس شريف إسماعيل بعدم تضرر أي موظف أو الاستغناء عن أي عامل عند نقل المصالح الحكومية إلي العاصمة الجديدة فإن كلام وزير الإسكان بنقل عدد من الإدارات معناه أخذ عدد قليل من الشباب في البداية "كرأس حربة" بينما سيظل الآخرون في أماكنهم بالقاهرة ولن يذهبوا إلي هناك وكأننا لم نفعل شيئاً ولن تخلو العاصمة القديمة من ساكنيها الحكوميين ولا من مبانيها الإدارية وستظل مكتظة ويبقي الحال علي ما هو عليه ربما لحين بناء عاصمة أخري.. وهو ما لا أظنه.. لأن التخطيط المعلن وكافة تصريحات المسئولين عكس هذا الافتراض المستنتج من تصريحات الوزير!!
من الضروري التفكير الجدي والانتهاء من أحياء ومساكن الموظفين قبل بدء الانتقال الفعلي للوزارات.. وفي نفس الوقت توفير وسائل نقل مختلفة ورخيصة في متناول الجميع من وسط القاهرة إلي هناك حيث لا يكفي القطار "المونوريل" الذي سيصل العاصمة الجديدة بالضواحي خاصة أن أعداداً غير قليلة من الموظفين وعمال الخدمات المعاونة "الفراشون" يسكنون في مناطق بعيدة وبعضهم يأتي بالقطار من قري القليوبية و الشرقية يومياً إلي عمله بوسط البلد حيث يوجد مجمع التحرير ومعظم دواوين الحكومة.. فإلي متي نتركهم يتساءلون عن مصيرهم.. هل يمكن أن يخرج من يطمئنهم ويصارحهم أم لابد من الانتظار إلي آخر الوقت؟!
يفكر كل موظف كيف سيذهب إلي عمله بعد عام؟.. وهل ستكون العاصمة الإدارية الجديدة سبباً في عدم استقراره هو وأسرته.. أم هل ستزيد الأعباء المادية عليه لأنه سيضطر إلي مضاعفة تكاليف الانتقالات وسيكون علي من يسكن في الهرم بالجيزة أن يستيقظ قبل الفجر ليلحق بمواعيد عمله..فهل يمكن للوزارات أن تدبر في البداية أتوبيسات لنقل العاملين بها؟
مطلوب تدبير أحوال الموظفين.. قبل نقل الدواوين وإلا سمحنا لهم بالتحايل والغياب والتزويغ أو نضطر لعدم إخلاء ونقل كل العاملين وكأنك يا أبوزيد ما غزيت!!
لا يمكن أن نتخيل وجود عاصمة إدارية بدون موظفين.. لذلك مازال هناك وقت لإيجاد البدائل والتخطيط والتنفيذ حتي لا نفسد فرحة الشعب بحلم العاصمة الجديدة التي ينتظرها بفارغ الصبر ولتتنفس القاهرة القديمة وتجدد شبابها.. ولإسكات المتربصين.. وطمأنة المواطنين بأننا نسير نحو المستقبل بخطي ثابتة.
علاء يوسف.. من الاتحادية إلي جنيف
3 سنوات قضاها السفير علاء يوسف متحدثاً باسم رئاسة الجمهورية.. تعرف عليه الإعلام المحلي والعالمي أثناء زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي الأولي للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك في سبتمبر 2014.. وهي الزيارة التي كانت الإطلالة الجديدة للوطن بعد 30 يونيو علي الساحة الدولية.. ومهدت لعودة مصر إلي ممارسة دورها الإقليمي والقاري والعالمي.. وكانت باريس محطته الأخيرة كمتحدث رسمي ليبدأ مرحلة جديدة في خدمة بلاده كمندوب دائم لمصر لدي الأمم المتحدة بجنيف التي عمل بها في بدايات مشواره كدبلوماسي.
جاء علاء يوسف في مرحلة صعبة من تاريخ الوطن ربما كانت الأخطر منذ استحداث منصب المتحدث الرسمي باسم الرئاسة عام 2004 بتولي السفير ماجد عبدالفتاح.. وإذا كان الإعلاميون يعتبرون أن فترة السفير سليمان عواد هي الأكثر مهنية وحرفية من حيث سرعة إصدار البيانات وتدفق المعلومات فربما يرجع ذلك لوجود رجال دولة ولأن عواد قضي أطول مدة في المنصب كما كان يوجد معه مكتب إعلامي متكامل ومستقر إلي جانب توليه أيضاً لمنصب سكرتير الرئيس للمعلومات.. ولكن بعد الثورة وتفكيك مؤسسات الدولة فإن "القصر" لم يسلم من التغيير والتبديل حتي أسند الأمر إلي يوسف الذي ظلمه البعض في البداية عند مقارنته بالسابقين حيث بدأ من الصفر وكان يعمل بمفرده واحتاج إلي وقت لتكوين فريقه.. كما أن حجم العمل طوال 24 ساعة لطبيعة تعدد اجتماعات وسفريات وأنشطة الرئيس وتلاحق الأحداث المحلية والإقليمية والدولية.. ربما كان يستدعي التمهل والتريث في كثير من الأحيان خاصة أن عليه أن يتابع ويراجع كل شيء مع الرئيس قبل خروج أي تفاصيل أو بيانات قد تؤخذ علي مصر.. ولكن بعد فترة أصبح الرجل خبيراً ومتمرساً ويراعي توقيتات إصدار الصحف ومواعيد البرامج التليفزيونية ونشرات الأخبار المحلية والدولية بفضل الجهد الدءوب والعمل المتواصل والإخلاص والتفاني.
وإذا كان يحلو للبعض أن يقوم بتصنيف العاملين في أي قصر رئاسي أو بلاط ملكي إلي فريقين أحدهما الحمائم والآخر الصقور.. فالسفير علاء يوسف يكون علي رأس حمائم الاتحادية بحلمه وأخلاقه وتواضعه ولباقته.. صحيح أنه لا يقبل التهاون في العمل أو في تسريب بيانات غير دقيقة ولكنه يعاتب بأدب جم وذوق رفيع دون إهانة حتي يجعل من أمامه يخجل من أدائه وهو تقريباً كان لا ينام مثل الرئيس والعاملين معه ومع ذلك فمهما كان مدي تعبه أو إرهاقه فهو لا يتأخر في الإجابة عن أي استفسار في أي وقت وإذا لم يحن أوان تقديم المعلومة فإنه ببراعته وثقافته يتخلص من الموقف بدبلوماسية.. وكان يدرس الموضوع الذي يتحدث فيه جيداً أو يبحثه من مختلف جوانبه ليرد علي كل سؤال.
كان يعامل مندوبي الرئاسة كأنهم أخوته أو أبناؤه ويلاقي المراسلين الأجانب ببشاشة وصدر واسع ولم تكن الابتسامة تفارقه.. لذلك كان الزملاء من الإعلاميين والصحفيين يحترمونه ويحبونه حتي لو خرجوا من عنده دون أن يحصلوا علي ما يريدون!!
بالتأكيد لدي السفير المهذب الكثير من الأسرار والخبايا والتفاصيل للعديد من الوقائع التي مر بها الوطن خلال السنوات الثلاث الأخيرة.. ومن الطبيعي أن تكونت لديه انطباعات عن أشخاص مسئولين في مصر والعالم التقي بهم الرئيس وحضر مناقشاتهم.. فهل سيكشف عنها في مذكرات تحمل عنوان 3 سنوات في الاتحادية أم أن الوقت لم يحن بعد ليفتح خزائن أسراره؟!
من الجوانب الشخصية التي لا يعرفها الكثيرون عنه أنه متدين ويحرص علي أداء الصلوات في موعدها.. وتجده يأخذ جانباً خلال الاحتفالات العامة والاجتماعات لكي لا يفوته الفرض.. وكما يؤمن بالله فإن حب الوطن يتغلغل في قلبه لذلك سيحمل مصر بداخله وهو ذاهب إلي عمله الجديد كمندوب دائم في مقر الأمم المتحدة بجنيف ليدافع عن مصر و ينقل وجهة نظرها في كل ما يتم مناقشته بعد أن تزايدت خبرته وأصبح يعرف أهداف وطبيعة السياسة المصرية محلياً وإقليمياً ودولياً.. كل التوفيق له في مهمته.. ونتمني النجاح لخليفته السفير بسام راضي المتحدث الرسمي الجديد باسم الرئاسة.
عندما صدرت الحركة الدبلوماسية في منتصف 2015 والتي انتقل فيها السفير بدر عبدالعاطي المتحدث الرسمي باسم الخارجية وقتها ليكون سفيراً في برلين.. قرأت أيضا اسم السفير علاء يوسف ليتولي قنصلية مصر في لندن فاتصلت به لتهنئته وقلت له سنخسرك متحدثاً رسمياً محترماً مثل بدر عبدالعاطي فكلاهما مكسب في أي مكان ولكننا سنكسبك كممثل لمصر في بريطانيا و فاجأني بأنه ليس هو المقصود وأن سفيراً آخر يحمل نفس الاسم "علاء يوسف" هو الذي سيذهب إلي لندن وسعدنا باستمراره هذه المرة تأكدت من انتقاله لجنيف وأكرر نفس التعبير سنخسر "علاء يوسف" متحدثاً باسم الرئاسة وستكسبه مصر معبراً عنها في أحد أهم المحافل الدولية.
فرصة لجمعيات حقوق الحيوان!!
سائحة سويسرية شاهدت في منطقة سقارة رجلاً يضرب حماره بقسوة.. فقامت مع صديقاتها بتحرير محضر في الشرطة بالواقعة واتهمت الرجل بتعذيب الحمار وإصابته بجروح ثم اشترته وعالجته في عيادة بيطرية وأودعته عند سيدة مصرية تعمل في مجال الرفق بالحيوان.
أضافت وسائل التواصل الاجتماعي "التحابيش" علي الواقعة وذكرت أن السائحة أخذت الحمار معها إلي بلادها وأنها دفعت مبالغ باهظة لشرائه من المفتري الذي عذبه.. ووصفوا الحمار بأنه الأسعد من بني جنسه.. وقالوا عنها "منقذة الحمار" ويا بخته بالهجرة إلي سويسرا.
بعدها بأيام قامت أمريكية بدفع 60 ألف جنيه لنقل 14 من القطط والكلاب الضالة إلي بلادها بالطائرة وقالت إنها تعمل في مجال جمعيات رعاية الحيوان.
تناقلت وكالات الأنباء العالمية القصتين وتحولت مصر في نظر كل من يقرأ أو يسمع أو يشاهد علي المواقع الإلكترونية إلي دولة شعبها لا يعرف الرحمة علي الحيوانات.. وهو مدخل ليقولوا إذا لم تكن هناك حقوق للإنسان فهل هناك اعتناء بالحيوانات الأليفة؟!
يكفي تشويهاً لبلادنا.. فمن الذي يسمح بتعذيب الحيوانات في الأماكن السياحية.. ولماذا لا يتم نقل قطط وكلاب الشوارع إلي جمعيات رعاية الحيوان كما كان يحدث في الماضي عندما تقوم سيارات بجمعها والاعتناء بها وإعدام المسعورة التي تعقر المواطنين وتؤذيهم؟!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف