من حق القوات التى حررت النقيب الحايس وقضت على مجموعة الإرهابيين المنفذة لعملية الواحات، من حقها علينا الثناء والتقدير، ليس لأنها قامت بالثأر لأولادنا الذين استشهدوا فى عملية الواحات فقط، ولا لأنهم نجحوا فى إعادة الضابط المختفي، بل لأنها عملت بمنطق الفريق الواحد، جيش وشرطة، لم يزاحم أحدهما وظيفة الآخر، كل منهما أدى دوره ووظيفته التى يجيدها، ولم يستأثر بفضل أو ميزة.
نحن لا نعرف قدرات الأقمار الصناعية فى التصوير الدقيق للتحركات، ولا قدرتها فى تغطية منطقة بعينها على مدار الساعة، ولا نعرف حتى الأقمار الصناعية التى نمتلكها تتضمن هذه الخاصية من عدمه، كل ما نعرفه، ويعرفه غيرنا من العامة وغير المتخصصين، أن سلاح الطيران يعد من الأدوات الرئيسية فى الاستكشاف، والتتبع، والملاحقة، والتدمير.
وعندما وقعت عملية الواحات وراح فيها 16 شهيداً من أولادنا، خلافاً للمصابين، سألنا جميعاً عن الطيران: لماذا لم تستعن الشرطة بسلاح الطيران، لماذا دخلوا فى قلب الصحراء بدون تنسيق أو تأكيد للمعلومات بصور من الجو، لماذا فضلوا أن يواجهوا الإرهابيين بقوات برية؟، ولماذا جازفوا بهذا الشكل؟
نجاح قواتنا، فى الشرطة والجيش، فى قتل هذه المجموعة، وتحرير الضابط، لم يكن وليد الأمس، بل هو جهد الأيام التى أعقبت حادث المجزرة، جمع معلومات، إغلاق دروب وطرق، استكشاف على مدار الساعة للمنطقة، وضع فرضيات لكيفية هروب المجموعة، مسح المناطق والدروب التى يفترض الهروب منها، تحديد بعض البؤر، التأكد من خطورتها وارتباطها بالواقعة، تصوير البؤرة، فحص الصور للتعرف على الأعداد والأسلحة التى يمتلكونها، ووسائل النقل، ومؤن الإعاشة وكميتها، المأكل والمياه، أسلوب تحرك المجموعة وانتقالها، كيفية التعامل معها، والأسلوب الأمثل لضبطها أو القضاء عليها، وإمكانية ضبطهم أحياء، وخطورة عملية الضبط على أفراد القوة، والخسائر المترتبة على المواجهة والاشتباك.
نعتقد أن الفريق الذى تعامل مع هذه المجموعة فكر فى كل ما يمكن أن نفكر فيه، وانتهى إلى أن الأسلوب الأمثل للتعامل مع هذه المجموعة، هو ضربها من خلال الجو، ثم قيام قوات برية تحت تغطية جوية بتمشيط المنطقة، والتعامل مع الفارين والناجين من الضربة الجوية.
لقد أثلجت هذه العملية صدورنا جميعاً، أولادنا وشبابنا فى الجيش والشرطة لن تسفك دماؤهم بدون عقاب وثأر، وإذا كان بعضنا قد قصر أو أخطأ فلن نستسلم ، سوف نقوم باستبعاده وتعيين من هو أفضل، وسنقف ونعيد النظر ونصحح ونثأر لأولادنا، رحم الله الشهداء