علاء عبد الهادى
فضفضة - فرحة ما بعدها فرحة
الحدث ثقافي.. افتتاح معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الـ ٣٦، ضيوف من شتي أرجاء المعمورة باعتباره أحد أهم ٣ معارض للكتاب.. رؤساء اتحادات وروابط الكتاب علي مستوي العالم العربي.. إعلاميون من شتي أنحاء الدنيا.. وسط كل هؤلاء صعد حاكم الشارقة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي إلي المنصة ليقول كلمته الافتتاحية التي من المفترض أن يرحب فيها بالضيوف ويتحدث عن أهمية المعرض الذي أخلص له وأعطي له جل جهده علي مدار ما يقرب من أربعة عقود حتي يصل إلي هذه المكانة الرفيعة ولكن هذا لم يحدث، وما أن بدأ يتحدث حتي ذهب مباشرة إلي لب القضية والصراع الذي نحياه.. وقال: قضيتنا قضية فكر ظلامي جاهلي ملأ عقول خاوية والحل هو أن نملأها نحن بالفكر والثقافة.. فهذه أكبر ضمانة وأكد بأن هناك أيادي خفية تنشر الأفكار الظلامية التي تلعب بعقول أبنائنا وتجعلها خاوية من العلم والفكر والثقافة وتهدد إسلامنا ومعتقداتنا وثقافتنا وتراثنا، وأن هذا الظلام الذي ينشرونه لا يواجه إلا بنور الكلمة الصادقة والعلم المنير، ومؤكدا علي مكانة مصر التاريخية وأن دورها أمان المنطقة وكونها الحصن الحصين أمام تلك الأفكار الهدامة ومواجهتها.
واغتنم الدكتور القاسمي الفرصة ووجه التهنئة لمصر علي نجاح القصاص لروح الشهداء في الواحات.. »غمرتنا فرحة ما بعدها فرحة نشارك إخواننا بمصر وأهلنا بفرحتهم بالانتقام لشهدائهم بالأمس» وتحدث عن السيسي الابن المخلص لمصر الذي وقف بالمرصاد للظلاميين حتي في الفترة التي حكموا فيها مصر في خلسة من الزمن.. وارتدي حاكم الشارقة ثوب الباحث، فهو حاصل علي أكثر من ٣ دكتوراه في شتي فروع العلم والمعرفة، وراح يشرح للحضور، وبالمناسبة أكثر من نصفهم ليسوا عربا، لماذا استهداف مصر ؟.. لأنها الحصن الحصين للعرب وإذا سقطت لا قدر الله سقط بقية العرب.
وبعد أن انتهي الدكتور القاسمي من إلقاء كلمته المرتجلة، تذكر أنه في افتتاح لمعرضه الدولي للكتاب فاكتفي بالترحيب بالضيوف معلنا تدشين فعاليات المعرض.
بعده صعد د. محمد صابر عرب وزير الثقافة الأسبق ليلقي كلمته باعتباره شخصية العام الثقافية... ولكنه صعد مشحونا بكلمة القاسمي وغلبته عبراته أكثر من مرة وبصعوبة أكمل كلمته ليعلن إهداء جائزته إلي روح الشهداء الأبرار الذين قضوا في معركة الحرب علي الإرهاب.. د.مصطفي الفقي قال إن ٩٠ % من مشكلاتنا العربية ثقافية في أساسها لذلك طالب بقمة ثقافية عربية منذ ١٠ سنوات وللأسف لم يترجم هذا الحلم إلي حقيقة.. أهمية هذا الأمر تتجلي في قاعدة معروفة مفادها أنك إذا أردت أن تعرف حال أمة فعليك أن تعرف حال ثقافتها وكلنا يعلم حال الثقافة العربية الآن والدول الغربية مبتلاة والرؤية ضبابية ومن هنا فلب الحل يأتي من القاعدة.. من تحت إلي فوق.. ساعتها يأتي الحل الدائم من تربة خصبة تدافع عن منجزها الحضاري.