أحمد سعيد طنطاوى
سلبيات طريق (بنها-شبرا) الحر
مررت أكثر من مرة فى طريقي إلى القاهرة عبر طريق (بنها- شبرا) الحر.. وفى كل مرة كنت أسجل فيها بعض الملحوظات لأعيد تقيمها في المرة التالية لمروري من نفس الطريق.
الملحوظات منها الإيجابي ومنها السلبي.. وهي فى النهاية أمام صانع القرار إما يحيلها إلى قرارات فاعلة وإما يتجاهلها كأن لم تكن.. او كأن لم يقرأ هذا المقال من الأساس.
لننتقل إلى السلبيات مباشرة.. وأهمها، ارتفاع "كارتة" المرور بالنسبة إلى السيارات الملاكي.. حيث وضعت الدولة تعريفة للمرور هي 15 جنيهًا، وهو مبلغ كبير نسبيا، اشتكي منه أغلبية المارين عبر الطريق.
(هامش: يمكن إجراء استبيان للرأي على مرتادي الطريق)
وإذا قلنا إن صاحب السيارة سيمر عبر الطريق ذهابًا فلابد له من العودة، فهنا سيتضاعف سعر المرور إلى الضعف ويصل إلى 30 جنيها يوميًا.
وبحسبة بسيطة بفرض ذهابه إلى العمل 5 أيام فى الأسبوع بمتوسط 22 يوما فى الشهر، نجد أن صاحب الملاكي محمل بمبلغ 60 جنيهًا شهريا زيادة فوق الانفاق الشهري المعتاد.
وهنا صاحب السيارة الملاكي سيفكر ألف مرة فى ارتياد هذا الطريق، وسيأخذ طريقه اليومي قبل شق وتمهيد طريق (شبرا-بنها) الحر.
صاحب الملاكي يستغرب كيف لطريق كطريق (القاهرة-الإسكندرية) الذي يبلغ طولة 170 كيلومترًا، رسومه 10 جنيهات فقط .. بينما طريق (شبرا-بنها) الحر الذي يبلغ طوله 35 كيلومترًا فقط، رسومه 15 جنيها.. وهناك طرق أخرى ينطبق عليها نفس الأمر.. كطريق الواحات، والعين السخنة، والضبعة، سعر الكارتة فيه أقل والطريق أطول.
هنا السؤال لوزارة النقل، هل ترغب فى أن يستقل الطريق الحر السيارات الأجرة فقط بسعر كارتة 5 جنيهات فقط، ومن ثم دفع السيارات الملاكي إلى البقاء فى طريق (شبرا-بنها) الزراعي؟!.. وإذا لم يكن هذا مخططتها فلماذا تفعل ذلك؟!!
وأرى أن هذا الطريق الحر مخصص للسيارات الملاكي، وسيارات النقل الثقيل، أما سيارات الأجرة فدائما ما تحمل الأهالى بين المدن فتحتاج إلى التوقف من فترة إلى أخرى لتنزيل وتحميل الركاب.. فكان على وزارة النقل مراعاة هذه النقطة.
أما السلبية الأخرى، شديدة الخطورة.. عدم وجود فتحات للدوران للخلف إلا بعد 32 كيلومترا كاملة، بفرض أنك نسيت ودخلت إلى هذا الطريق بالخطأ.. فعليك أن تستكمله حتي اقتراب نهايته عند بوابة التحصيل والتى تبعد عن نقطة البداية بمسافة طويلة جدًا.
السلبية الثالثة، (الجزر) بين طريق الذهاب والإياب ثابتة وغير قابلة للتحريك.. وهذه نقطة خطيرة.. بفرض وقوع إحدي الحوادث على الطريق، كيف يمكن لعربة الإسعاف الدخول مباشرة من الناحية المقابلة، وكذلك كيف يمكن دخول عربات الانقاذ والتحميل.. فكان يجب مراعاة أن تكون بعض الجُزر قابلة للتحريك على مسافة كيلو متر على الأقل.. للاستخدام فى حالة الضرورة.
السلبية الرابعة، لا استخدام للعواكس اللامعة على أرضية الطريق والتى تسمي بعيون القطط، مما قد يعرض حياة آلاف المرتادين للخطر.
السلبية الخامسة، عدم وجود كاميرات مراقبة فى حالة وقوف سيارات الأجرة لتحميل أو تنزيل ركاب.. وقد حدث هذا الموقف معي، حيث نزل أحد الركاب فوق قريته بالقرب من مدينة قها، وبعدها كنت أعتقد أنه سيتم الإمساك بسائق الأجرة على بوابة التحصيل، لكنه مر بسلام.. كيف؟!! .. رغم أن هذا طريق حر ممنوع الوقوف فيه تماما إلا للضرورة القصوي وفى حالة التعطل.
وبالنسبة للايجابيات.. الطريق، اختصر وقتًا طويلاً على المسافرين.. فبعد أن كنا نستغرق نحو ساعة وأحيانا ساعتين فى أوقات الذروة.. اختصر الزمن إلى ما بين 10 و 20 دقيقة على أكثر تقدير.
الطريق وفر بعد الوقت، عدم تشتيت ذهن السائق، بين عربة ميكروباص تقف فجأة لانزال أو لصعود أحد الركاب.. وبين نقاط الاختناق فى المرور على المدن والقري، وبين المرور من عربات الكارو والبهائم والتكاتك وعربات النقل الثقيل.. وكذلك عدم تكرار استخدام الفرامل كل فترة نظير الاختناق المروري.
الطريق خطوة مهمة راقية نحو تدشين سلسلة من الطرق المقيدة الحرة التى تخدم كل أبناء الوطن، ولكن رفقا بأصحاب السيارات الملاكي فهم المحرك الرئيسي لهذا الطريق،