الجمهورية
بسيونى الحلوانى
المعارضون الشرفاء .. والغربان الهاربة!!
أرسل لي أحد القراء الأعزاء سؤالا مستفزا عبر فيس بوك يقول: أنت تلوم الذين ينتقدون الأوضاع في مصر من خارج الحدود.. هل تستطيع أن تفعل ذلك في صحيفتك أو حتي علي صفحتك علي فيس بوك وأنت داخل مصر..ألم تعلم مصير الإعلاميين الذين تحدثوا بصراحة عن أوضاعنا الداخلية إنهم الآن في بيوتهم؟!
أيا كانت هوية صاحب السؤال وما إذا كان من العناصر الفوضوية التي لا تفرق بين المعارضة الشريفة والحقد الأعمي علي الوطن والشعب أم لا.. طلبت منه أن يرجع الي مقالاتي السابقة والموجود معظمها علي صفحتي والتي انتقدت فيها العديد من المسئولين في مصر ومازلت انتقد المسئولين والسياسات القائمة في العديد من قطاعات الدولة وآخرها الحملة علي الفساد في قطاع الصحة والتي نشرت هنا علي صفحات"الجمهورية" دون أن يراجعني أحد أو يستوقفني أحد.. كما سبق وانتقدت كثيرا من المسئولين من خلال التليفزيون الرسمي للدولة دون أن يحجب ظهوري علي شاشة التليفزيون أحد ودون أن أتلقي ملاحظة واحدة من القائمين علي القنوات التي ظهرت بها.
مشكلة الفوضويين أنهم يخلطون خلطا قبيحا ومقصودا بين مهمة الإعلام النظيف الذي يساند الوطن في قضاياه الكبري وينتقد القائمين علي أموره عندما يجد ما يستحق هذا النقد والتقويم.. وبين الإعلام الفوضوي المغرض الذي يجري وراء شائعات وأكاذيب ويفتقد القائمون عليه الحس الوطني كما يفتقدون أبسط قواعد المهنية.
مصيبة هؤلاء الفوضويين أنهم حولوا كراهيتهم للحكام الي كراهية للوطن والشعب فلم يعد لديهم قدرة علي التمييز بين ما ينفع وما يضر مما يخرج من أفواههم المريضة وما تسطره أقلامهم المسمومة. فكل شيء عندهم مباح ومشروع حتي ولو كانت شماتة في ضحايا الشرطة وهم من خيرة الشباب الذين ينتمون الي أسر محترمة وقدموا أرواحهم فداء للوطن في مواجهة عصابات إجرامية تتسلح بكل خصال الخسة وتحمل كل مشاعر الكراهية لمصر وأهلها.
*****
لم يضق الوطن يوما بالمعارضين الشرفاء الذين يسيطرون علي مكامن الغضب غير المبرر داخلهم وينتقدون بموضوعية من خلال كل المنافذ المتاحة لهم.. كما لم تصادر حرية رأي لشخصيات كانت محسوبة علي أنظمة سابقة حيث ينتشر فصيل تابع لنظام حكم سابق داخل المؤسسات الإعلامية ويكتبون ويظهر بعضهم علي الشاشات والمنطق هنا: مادام لا يمارس تحريضا ولا يظهر شماتة في مصائب الوطن دعه يعمل ويحصل علي حقوقه كاملة.. رغم أن هذا المنطق يرفضه كثير من الغيورين علي الوطن ويغضبهم ويحرق دمهم ما تدبره الجماعة من شر مستطير للوطن وأهله.
وأنا هنا أدعو هؤلاء الذين يخلطون بين النقد الموضوعي والهياج المغرض الذي تمارسه الغربان الهاربة أن يرجعوا الي نماذج من الأداء الإعلامي للأبواق الإعلامية التي تنطلق من خارج الحدود وتردد أكاذيب مختلقة لتشوه صورة الوطن وتكيد له لا لشيء إلا لأنهم لا يروق لهم النظام الحاكم ولا يجدون معه مصلحة ومصلحتهم الآن مع من يدفع لهم ويستأجرهم لكي يواصلوا حملتهم الخسيسة ضد الوطن الذي ولدوا فيه ونعموا هم وأهلهم بخيراته وكان له الفضل عليهم جميعا.
منذ أيام قرأت تقريرا عن رواتب العاملين في القنوات والصحف التي تمولها ظاهريا جماعة الإخوان وتنطلق من تركيا وبعض الدول الأوروبية وتؤكد التقارير الدقيقة أن دعمها الحقيقي من قطر.. فصدمت للمبالغ الطائلة التي يحصل عليها هؤلاء والتي تفوق ما يحصل عليه كبار الإعلاميين في مؤسسات إعلامية وقنوات غربية شهيرة.. وهكذا يحصد هؤلاء الغربان الهاربة ثمن خستهم ويبيعون وطنيتهم لمن يدفع أكثر!!
*****
قد يمتلك هؤلاء الهاربون ليحاربوا مصر من الخارج أرصدة كبيرة في حساباتهم وقد يكونون قد رتبوا أمورهم المستقبلية وارتضوا أن يعيشوا عملاء لمن يستأجرهم ويدفع لهم ما يرضي نفوسهم المريضة لكنني علي ثقة تامة من أنهم لا يمتلكون لا هم ولا أسرهم الأمان ولا الرضا والاستقرار النفسي فقد باعوا أنفسهم بثمن بخس ولن تحقق لهم الأموال ما يشبع نفوسهم ويعوضهم عن الحنين لهذا الوطن.
هذا الوطن له حنين خاص لا شيء يعوضه أو يغني عنه رغم أننا لا نتوقف عن انتقاد أوضاعنا الداخلية لحظة.. لكن هناك فرق كبير بين مشاعر المصريين الوطنيين الذين ينتقدون من أجل الارتقاء بالوطن. وهؤلاء الذين يشيعون الأكاذيب للنيل منه وتعويق مسيرته وتشويه صورته.
منذ أيام قابلت قريبا لأحد الغربان الهاربة الذي لا يتوقف يوما عن ترديد الأكاذيب عن مصر وسألته: أخبار قريبك الهارب إيه؟
رد علي دون تردد: ربنا يهديه أو يأخذه ويريح الجميع منه.
أنا علي ثقة تامة من أن هؤلاء الهاربين يعانون من الوحدة والعزلة وقطيعة الأهل والأقارب ولا أحد من أهلهم وأصدقائهم يقبل أن يتواصل معهم ولذلك يعيشون في عزلة ووحدة مدمرة وهذه هي النهاية الحقيقية لكل من يبيع نفسه ويبيع وطنه.
مرحبا بالمعارضين الشرفاء علي أرض مصر وفي وسائل إعلام مصر..
وسائل إعلام مصر تحتضن كل من حافظ علي مشاعره الوطنية ولم يبع نفسه للشيطان ليقبض ثمن خسته وندالته.
أكرم للمصري أن يعيش صامتا علي تراب وطنه ويعبر عن رأيه علي مواقع التواصل الاجتماعي من أن يهرب ويتحول الي أداة رخيصة جدا في أيدي أعداء مصر.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف