عبد المجيد الجمال
شكة ابرة - هل عادت ريـما ؟
قبل ثورة 25 يناير كانت مواكب "الهانم" ومواكب ابنها المُبَشَر بالتوريث تَخنُق شعب القاهرة لإغلاقها الشوارع بالساعات كما كانت مواكب وزير الداخلية ثم رئيس الوزراء تُغلٍق وسط القاهرة والمحور صباحاً ومساءً ليظل الناس واقفين بالساعات حتي مرور السادة تلاحقهم اللعنات.
وكان الأرزقية يعودون لمساكنهم فاقدين رزقهم لتأخرهم عن "الاصطباحية"، والموظفون تُخْصَم يومياتهم لتأخرحضورهم أما الطلبة فالغياب عن دراستهم صباحا والوصول لبيوتهم في المساء كانت أسباب كافية للإرهاق والتخلف الدراسي. وفي المحافظات والمدن الكبري كان يحدث ما يقارب ذلك فتَوَلَدَ حنق شديد لدي المواطنين الذين كانت تتعطل أعمالهم يوميا وأصبح حبسهم في الشوارع بالأمر عادة مرذولة تمنوا الخلاص منها. واستجاب الله لدعاء الملايين وذهب إلي حيث ذهبوا من ظنوا أنه لايجب أن يذهب أفراد الشعب لمصالحم إلا بعد مرورهم ولو أدي ذلك لاصطفاف الآلاف علي جوانب طرق مرورهم قبل استيقاظهم هم صباحاً أو مغادرة مكاتبهم مساءً بساعات ولا يهم إن كان بين منتظري مرورهم مريض أو سيدة علي وشك الوضع أو مسافر علي موعد. وانقشعت لفترة غمامة هذا التعطل اليومي الإجباري الذي لا تعرفه دول العالم المتحضرة فظن الناس أن أَسْرَهَم في الشوارع انتهي، ولكنه سرعان ماعاد وكشفته صرخة مؤلمة علي صفحات التواصل الاجتماعي مع صورة لتكدس سيارات رهيب بثها جراحٌ مدرس بإحدي الجامعات كان علي موعدٍ لإجراء عملياته الأسبوعية ومرضاه "مِتْحَضِرِينْ" ولكنه أسير طريق القاهرة الجديدة مع مئات من سكانها في انتظار مرور معالي الوزير! وتجاوب مع صرخته الآلاف مؤكدين حدوث ذلك يوميا وفي مناطق متعددة.
والسؤال هل عادت ريما لعادتها القديمة؟ وهل تتركها الجهات الرقابية باعتبار ذلك تبديداً للأموال والجهود؟ وكيف نجذب المستثمرين وصفر تنظيم المونديال عاد لأذهانهم؟