المساء
جلاء جاب اللة
روح الفانلة الحمراء
يخوض الأهلي اليوم مباراة مصيرية في نهائي أفريقيا للأندية الأبطال.. المباراة صعبة مع الوداد المغربي خاصة ان لقاء الذهاب في مصر انتهي بالتعادل الإيجابي 1/1 وهو ما وضع الفريق الأحمر في موقف صعب.. وبرغم صعوبة الموقف فإننا نراهن علي فوز الأهلي بالمباراة والكأس رهانا علي روح الفانلة الحمراء.. هذه الروح التي استطاع الأهلي من خلالها أن يحقق أعظم الإنجازات في تاريخ الرياضة العربية وليس الكروية فقط وأن يضع نفسه علي قمة الأندية.
روح الفانلة الحمراء تستشعرها بحق مع الأهلي خاصة في المواقف الصعبة وهي إحدي السمات المصرية الأصيلة التي مازالت تعيش فينا من خلال هذا النادي العريق.
هذه الروح نستشعرها بحق مع رئيس النادي الحالي والمرشح لاستكمال إنجازاته المهندس محمود طاهر.. كما نستشعرها مع نجم نجوم الكرة المصرية والعربية محمود الخطيب أفضل من لعب الكرة وواحد من أهم نجوم اللعبة..!!
محمود طاهر أعرفه جيداً وعن قرب ولذلك أستطيع أن أقول انه واحد من الذين يمثلون روح الفانلة الحمراء بحق.. ولقد استشعر ذلك قبلي الراحل المايسترو صالح سليم عندما تعرف عليه في لندن وطالبه بالانضمام إلي مجلس إدارة الأهلي وبالفعل كان محمود طاهر واحداً من الرموز التي تحقق تلك المعادلة المهمة وهي معادلة روح الفانلة الحمراء.
عندما أشيد بهذا الرجل فهي ليست إشادة ضد أحد ولكنها كلمة حق في حق رجل نبيل عرفته شريفاً نزيهاً صادقاً إذا وعد صدق وإذا تحدث صدق وإذا عمل صدق وأخلص فكان الله معه وحقق معه الإنجازات.
عندما تولي محمود طاهر المسئولية في أبريل 2014 كان الأهلي ومصر بشكل عام - يعاني أزمات مالية وفنية.. ومدينا بأكثر من 100 مليون جنيه منها حوالي 46 مليون جنيه ديونا داخلية في النادي للاعبين والعاملين.. ولم تكن المرتبات والمكافآت تصرف في موعدها.. وكانت هناك أزمات حقيقية في كل مجال.
وبرزت روح الفانلة الحمراء مع هذه الإدارة الجديدة التي لم تنجح فقط في تحويل الخسارة إلي مكسب بل أعادت روح الفانلة الحمراء وأعادت زمن العظماء في إدارة النادي.
رفعت شعار "الأهلي يستطيع".. وهو نفس شعار مصر في وقت كل أزمة لتعيدها "مصر تستطيع".
علي المستوي الإداري بدأ بالمشروعات القوية والكبيرة فكان تطوير الجزيرة وتطوير مدينة نصر وإنشاء مبني الشيخ زايد ومنتجع مرسي مطروح.. والاستعداد للفرع الرابع في التجمع والاهتمام بكل المنشآت لتليق باسم النادي وأعضاء نادي القرن وشعر أعضاء النادي بالإنجاز عن قرب لكن فريق الكرة كان يتعثر والأهلي نادي رياضي.. بل نادي كروي في المقام الأول والكرة صنعت نجومية الأهلي نادي الوطنية المصرية في الأساس.
صحيح أن تاريخ الأهلي مرتبط بتاريخ مصر منذ ما قبل ثورة 1919 وتأثير الثورة الوطنية في بداية القرن خاصة بعد مصطفي كامل.
ليكون سعد زغلول هو أول رئيس للجمعية العمومية للنادي الذي رفع شعار "مصر فوق الجميع".. وصحيح أن الارتباط التاريخي مستمر ما بعد ثورة 2011 وتأثيراتها الشعبية والاقتصادية إلا أنه مع تولي محمود طاهر رئاسة الأهلي رفع شعار روح الفانلة الحمراء بالفعل والعمل وليس بالكلام فقط.
وهنا بدأ يحصد الثمار.. فكان حق الرعاية الذي لم تشهد الكرة المصرية مثيلا لها حيث خرج خارج الحدود وحصل علي حوالي 251 مليون جنيه ونجح في تجديد دماء الفريق وبدأ في حصد البطولات الكروية ولأول مرة يحقق كأس الكونفدرالية الأفريقية بخلاف الدوري والكأس.. وها هو اليوم يلعب نهائي أندية أفريقيا أبطال الدوري في المغرب.
وفي السلة ولأول مرة في تاريخ النادي يحقق بطولة أندية أفريقيا وفي اليد يحقق ثلاثية أفريقيا والقاهرة والمرتبط.. بل ويفوز بالمرتبط للسيدات وفي الطائرة وفي كل الألعاب الفردية خاصة السباحة والكاراتيه والاسكواش.. إذا قيست إنجازات محمود طاهر الرياضية فستؤكد حقيقة انه نجح في استعادة روح الفانلة الحمراء وأكد شعار أن مصر تستطيع.
بعيداً عن الانتخابات وما يحدث فيها وحولها وما يقال قبلها وما يحدث بعدها.. دعونا نأخذ روح الفانلة الحمراء شعارا للمرحلة المقبلة في إنجازات تحققت في مصر ونحتاج لكي نستكملها حتي نحقق الحصاد.
شخصية مثل محمود طاهر تمتلك بالضرورة امكانيات تستطيع ان تقود وتدير لأنها تمتلك رؤية استراتيجية تستطيع أن تحدد الهدف وتبني عليه آليات العمل من خلال الوعي بكل الأطراف.. وفي مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي الذي ترأسه الرئيس عبدالفتاح السيسي كان نجم الرياضة الأول في هذا المؤتمر هو الأهلي برئاسة محمود طاهر.
استقطب محمود طاهر كالعادة اهتمام المشاركين حيث كان واضحاً اهتمام الجميع بالأهلي ككيان وليس مجرد مبني جديد في الشيخ زايد وتعدي الاهتمام إلي مستقبل الأهلي الكيان الكبير الذي لا يمثل فقط كياناً رياضياً.. بل هو كيان مؤسسي مصري وطني يعبر عن تاريخ مصر الحديث بكل أبعاده وأعجبني محمود طاهر بردوده الواثقة وقناعاته المحترمة وثقته في نفسه وفي ناديه.. وكان الاعجاب والاحترام هو ما عبر عنه الجميع خاصة أن محمود طاهر نجح في أن ينفذ علي أرض الواقع ما وعد به في فترة زمنية قصيرة فهو يمتلك مقومات القيادة والقدرة علي العطاء صحيح أنه واجهته مشاكل عديدة إدارية وقانونية وعملية ومحاولات للتعطيل حتي في داخل البيت وهي أمور تعودنا عليها في مصر فيما بعد 2011 لكنه تغلب عليها ونجح في تحقيق الكثير من أهدافه التي سعي لها في هذه المرحلة.
روح الفانلة الحمراء قفزت بالأهلي في الفترة الماضية في ثلاث سنوات قفزات كانت تستغرق سنوات طويلة للقفز عليها.. وبنفس الروح سيحقق النادي الكبير إنجازات أكبر.. وتلك هي الصورة الأكبر لمصر بعد ثورة 30 يونيه لمن يفهم!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف