المساء
طارق مراد
الأميرة الحائرة بين الأهلي والوداد
التعادل 1/1 في مباراة الذهاب بين النادي الأهلي بطل مصر ونظيره المغربي الوداد البيضاوي في قلعة استاد برج العرب بالإسكندرية في مفاجأة غير متوقعة في ذهاب نهائي بطولة الملايين الافريقية لدوري الأندية الأبطال لكرة القدم وضع الأهلي ظاهريا في مأزق حرج.. وجعل كفة وداد "الأمة" المغربية الأرجح ليتوج بطلا لقارتنا السمراء العظيمة كونه يمتلك فرصتي التعادل السلبي أو الفوز لتحقيق هذا الإنجاز وهو يواجه الأهلي الليلة في سهرة كروية تاريخية للكرة الافريقية بنكهة "عربية" خالصة.. ولكن هذا الواقع أري انه أصبح من الماضي.
فالفيصل الليلة في الحفل الختامي لعرس بطولة الأندية الافريقية في مباراة العودة باستاد محمد الخامس العملاق هو من الأقدر من البطلين الشقيقين علي تحقيق الفوز لأن مقولة احتمال انتهاء اللقاء بالتعادل السلبي أري انه احتمال ضعيف للغاية تماما.. لأن المباراة سوف تشهد أهدافا.. فالأهلي ليس أمامه سوي إنهاء تلك الاحتفالية الكروية لعرس الأندية الافريقية إلا بالفوز أو التعادل 2/2 فأكثر لتحقيق حلمه المشروع في استعادة أمجاده في الأدغال الافريقية وكأس الأميرة السمراء الغالية الغائبة عن خزائنه منذ 4 سنوات والتأهل لبطولة كأس العالم للأندية أبطال القارات وهو الهدف الأعظم والإنجاز الأكبر.
في المقابل فإن فريق الوداد المغربي يعلم تماما انه من المستحيل أن يلعب مدافعا طيلة نهائي هذا العرس الكروي بحثا عن الوصول بالمباراة للتعادل السلبي كونه يعني تتويجه بطلا للقارة.. وتكمن الصعوبة هنا أن الأهلي يمتلك خبرات وقوة هجومية ضاربة وسرعات ومهارات فردية عالية يتمتع بها نجومه.. وهو ما يؤهله لوضع البطل المغربي تحت ضغط رهيب.. وهو ضغط نفسي وفني وبدني لن يتحمله خاصة أن الأداء العام للاعبي الأهلي يتميز بالهدوء والتركيز وهو ما يؤهلهم للوصول لمرمي المنافس متسلحين بالصبر الشديد وعدم التسرع وهذا سر قوتهم بقيادة وليد ازارو والسعيد وفتحي ومؤمن وأجايي.. ومتعب المرعب.
وانطلاقا من هذا الواقع فإن البطل المغربي سنجده بقيادة نجمه الموهوب والقناص الخطير بن شرقي يبحث عن هو الآخر عن غزو مرمي الأهلي سعيا للاستفادة من هدفه في الإسكندرية.. وأري أن حسين عموتة المدير الفني لوداد الأمة أثبت في لقاء الذهاب من خلال سيطرته علي مفاتيح اللعب بالأهلي ونجاحه في تعطيلها.
انه درس تماما أسلوب الأهلي ووضع يده علي مواطن القوة والضعف فيه واستوعب تماما الأخطاء التي وقع فيها بطلا تونس الترجي والنجم الساحلي وجعلت المارد الأحمر يطيح بهما من البطولة. وبالتالي فهو يرفض أن يكون الضحية الثالثة لذلك سنجده يلعب من أجل الفوز مستفيدا من امتلاكه جميع المقومات التي تؤهله للتهديف وهو يلعب وسط جماهيره ليكون هو "العريس" المنتظر لكأس الأميرة السمراء.. فالبطل المغربي أثبت انه يتمتع بالوعي التكتيكي وحسن الانضباط والتمركز الدفاعي والقدرة علي بناء هجمات مؤثرة واختراق دفاعات المنافسين خلال رحلته بالبطولة حتي وصل للنهائي.
خلاصة القول اننا علي موعد مع قمة نهائي افريقي تاريخي ووجبة كروية دسمة حافلة بكل فنون الساحرة المستديرة والغموض والإثارة والمتعة والتشويق يصعب معها التنبؤ بالبطل.. والتاريخ يقول إن الأهلي بحكم خبراته قادر علي "الريمونتادا" مثلما فعل ذلك من قبل في أربع نهائيات سابقة لعرس الأندية الأبطال عندما عاد خلالها بكأس الأميرة السمراء من خارج الوطن.. والوداد المغربي أثبت انه ليس "باللقمة السائغة" وأنه منافس قوي ولكن تبقي فرص الأهلي كاملة لتحقيق حلمه بشرط استغلال الفرص المتاحة للفوز والتتويج.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف