هي مباراة الحلم الكبير والجميل بين الأهلي والوداد البيضاوي.. لو فاز بها الأهلي سنصفق له ونرفع له القبعة ليس للتتويج فقط ولكن لانه تخطي كل العراقيل والصعوبات و "نحت" في الصخر إلي ان وصل إلي قمة الجبل رافعا الكأس ليثبت انه الاحق باللقب الذي غاب عنه اربعة اعوام.. وغاب بسببها عن المونديال.
اما اذا خسر فسوف نحزن قليلا ولكن هذا الحزن لن يقلل من المجهود الذي بذله طوال العام.. والذي سلك خلاله طريقا وعرا كله مطبات وسوف يجد كل التحية والتقدير لان وصوله إلي المباراة النهائية يعتبر تتويجا له وللوداد المغربي منافسه والاثنان يستحقان ان يكونا بطلين فالتأهل للنهائي بطولة في حد ذاته.
وبعيدا عما حدث في مباراة الذهاب ببرج العرب فعلي الأهلي ان يتعامل مع مباراة اليوم علي انها نهائي خالص من مواجهة واحدة وان هدفا واحدا فقط يفوز به اليوم كاف لتتويجه وعودته حاملا الكأس الغالية.
والفوز باللقب ليس هدفا واحدا يسعي اليه الأهلي.. او الوداد.. لكن القيمة الكبيرة في التأهل لمونديال الاندية الذي تستضيفه الامارات هذه المرة.. ولم يسبق للأهلي ان لعب في الامارات من قبل لان تأهله للمونديال كان في اليابان ويريد ان يفك هذه العقدة.
واذا لجأنا للتاريخ فان الأهلي متخصص تتويج خارج القاهرة وفعلها من قبل في تونس مرتين عندما فاز علي الصفاقسي عام 2006 وعلي الترجي عام 2012 ولكن ليس بالتاريخ فقط يتوج الاهلي ببطولة هذا العام لان مباراة اليوم تحتاج إلي مجهود وفكر مختلف عن اي مباراة لعبها في البطولة.. فلا شك ان الوداد تعلم او حاول ان يستوعب درس من سبقوه ولا يريد ان يكون احد ضحايا الأهلي.
الأهلي عودنا علي ان اللعب في مصر او خارجها سيان ولا فرق بين ملعب هنا أو ملعب هناك وان الفوز هو الشيء الذي يسعي إليه ويطلبه دائما في مباراته الحاسمة بالذات بل ان الفوز خارج القاهرة ستكون وقعه افضل عنده واشد قسوة علي منافسيه.. وفعلها مرات من قبل.
والأهلي يعلم ان فوزه اليوم او تعادله بعدد اكبر من هدف لن يمنح له اللقب الافريقي الغائب عنه منذ عام 2013 فقط.. ولن تكون مكافأته المالية هو المكافأة الاكبر التي سيحصل عليها من هذا الفوز.. ولكن القيمة ستكون هو التأهل لمونديال الاندية الذي يقام هذا العام في الامارات واذا حجز مكانا له فيه ستكون المرة الاولي التي يلعب فيها بدولة عربية بعدما سبق له وان لعب في اليابان اكثر من مرة من قبل.
وحقيقة كم اشفق علي لاعبي الأهلي وجهازهم الفني الليلة في النهائي لانه الاختبار الاقوي ويوم جني الثمار في بطولة ظلوا منذ يومها الاول يناضلون ويكافحون من اجل الوصول إلي محطتها الأخيرة والتي يجب ان تكون محطة الفرح الاكبر بتتويج هم احق به مع كل الاحترام للفريق المغربي الذي لم يتوان ايضا في بذل الجهد الكبير والبطولة لكنه لم يعان مثلما عاني الأهلي ولم يتعرض لما تعرض له المارد الأحمر.. ورغم ذلك اجدني اتفاءل بعودة الأهلي باللقب.. ليس لانه تعود علي العودة دائما حتي لو كانت المسافة بعيدة مثلما حدث في مباراته مع الترجي التونسي برادس.
اري ان التتويج سيكون بالحالة الفنية والمعنوية للاعبي الفريقين وخصوصا وليد ازارو وبن شرقي وهما اللذان سيحسمان الليلة ويوجهان الكأس اذا ماكانا في حاليتهما.. وكم نتمني ان يكون يوم ازارو.. ويوم الأهلي كله.. حتي يفرح كل الجمهور باستثناء القلة المتعصبة التي تتمني الفوز للاشقاء المغاربة.