محمد درويش
نقطة في بحر - منجود..ضربني وبكي
علي طريقة ضربني وبكي وسبقني واشتكي لهث نائب الفيوم منجود الهواري وراء الفضائيات يدافع عن نفسه بالحق والباطل، مرة يرتدي ثوب العارفين مستندا إلي الآية الكريمة (إن الله يدافع عن الذين آمنوا)، ومعه حق فالرجل الذي يملأ الايمان وجهه وفي سيماه نور من أثر السجود أبي أن تكون للتشريعات القول الفصل في واقعة المشاجرة بين ابنته الطالبة في جامعة الفيوم ومشرفة الأمن وقرر أن يأخذ حقه بيده باعتبار أن القوانين الوضعية التي يساهم من خلال مجلسه الموقر في اعتمادها لن تشفي غليله حتي ولو طبقت تجاه من اعتبرهم المعتدين علي ابنته.
حاول المذيع شريف عامر نزع اعتراف منه بأنه فعلا لطم مشرفة الأمن، ظل يراوغ ويسوف في إجابته حتي اعترف ضمنيا بأن لو سيدي رسول الله صلي الله عليه وسلم أو سيدنا عمر رضي الله عنه كان أحدهما مكانه لفعل ما فعله منجود.
السيد منجود أدخل النبي الذي ارسله الله رحمة للعالمين في فرضية مستحيلة، لم يقرأ كيف عفا نبينا الكريم صلي الله عليه وآله وسلم عن العبد وحشي قاتل سيدنا حمزة رضي الله عنه رغم المرار والأسي الذي عاشه بعد مقتله والتمثيل بجسد أسد الله .
منجود انطلق من الحصانة التي منحها له الشعب قبل أن يمنحها له القانون ليهاجم د. خالد عبد الغفار وزير التعليم العالي الذي هاتفه مذيع القناة وتحدث من منطلق موقع المسئولية وكرسي الاستاذ الجامعي الذي لن يفقده إلي آخر العمر ولم يخطئ في حق النائب الذي رد عليه مستغلا موقع الحصانة الذي قد يفقده بسبب هذا الحادث أو في أول انتخابات قادمة علي عكس كرسي الاستاذية.
لو كنت مكان سيادة النائب لامتنعت عن الفضائيات وتركت الحكم للقانون، وإذا كان صاحب حق لماذا لم يتقدم ببلاغ إلي النيابة مباشرة ويطلب بنفسه رفع الحصانة ليتمكن من الادلاء بأقواله أو أضعف الايمان شكوي إلي رئيس الجامعة وليترك القانون يأخذ مجراه.
لماذا ينتظر منجود أن يقدم وزير التعليم العالي بلاغا ضده إلي النيابة العامة وبدورها تتوجه إلي البرلمان للاذن بأخذ أقوال الرجل المحصن.
من المؤكد أن النائب علي يقين من أن البرلمان سيطبق معه المثل القائل انصر أخاك ظالما أو مظلوما.
ومن المؤكد أن هناك في المصريين ميراثا ثقيلا ربما من عهد الفراعنة ملخصه مش عارف أنا مين، مش عارف أنا بنت مين!!
ميراث ثقيل وشكله بعد كل هذه الآلاف من السنين سيظل فينا.
ولأن رب البيت بالدف ضارب فلم أندهش من رد فعل عدد من الطلاب علي تصرف النائب عندما قاموا بتحطيم سيارته، وان كنت لا اقر هذا التصرف وكان يجب أن يتدخل المسئولون في الجامعة لمنعه ويضربوا المثل لأولادنا في التمسك بالقانون وإنفاذه، إلا أن الفعل الذي بدأه النائب بتخطي القانون وأخذ حقه - إن كان له حق - بيده يبرر ما فعله الطلاب حيث اصبحت الغوغائية غلافا لتصرفاتنا الحياتية.
ولله الأمر من قبل ومن بعد.