الجمهورية
صلاح الحفناوى
التربية والتعليم.. و"الحزن" المشترك!
"اسمحوا لي أن أشارككم حزني مما أقرأه من تشكيك وتهكم "بلا داعي" ودعوات علينا واتهامات بالتخبط وعدم وجود رؤية وبأننا لا نعلم الواقع.. وأن الوزير يحلم وأننا لا نفعل شيئا¢.. بهذه الكلمات اختتم معالي وزير التربية والتعليم تصريحات صحفية منسوبة إليه.. وليسمح لنا معاليه أن نطلب منه أن يشاركنا حزننا من قراراته التطويرية التي تقفز علي المراحل وتبدأ البناء من الطابق الأخير.. فالمشاركة المتبادلة في الحزن عدل.
وسوف نتوقف أمام تصريحات معاليه الخاصة بالثانوية العامة لنناقشها معه دون تهكم أو دعوات عليه.. يقول معاليه: إن ما تسرب عن ملامح المشروع الخاص بنظام التقويم بالمرحلة الثانوية العامة ليس كاملا.. ومن الخطأ تسريبه في هذا التوقيت.. ولكن نحن وجدنا حلولا متكاملة لقضية البنية التحتية للاتصالات.. وسوف يكون كل طالب متصلا بالانترنت.. وسوف نفصل الامتحانات والتصحيح عن معلم الفصل الذي يتلخص دوره في تدريب الطلاب علي المادة لكي يحصلوا علي أعلي الدرجات.
انتهي كلام معاليه.. الذي أكد فيه علي أن دور معلم الفصل سيتلخص في تدريب الطلاب علي المادة لكي يحصلوا علي أعلي الدرجات.. فهل يضمن أن يفعل معلم الفصل ذلك.. وما الجديد الذي يجعله يفعل ذلك مستغنيا عن منجم الدروس الخصوصية التي يستحيل ضبطها أو منعها.. فمن يستطيع أن يمنع مدرس من زيارة تلميذ في بيته.. ومن يملك اقتحام البيوت بحثا عن معلمين يعطون دروسا خصوصية؟.. المشكلة يامعالي الوزير هي أن الدروس الخصوصية تحقق لمدرس الثانوية العامة الذي يدور علي البيوت ما لا يقل عن 20 الف جنيه شهريا.. ويرتفع هذا المبلغ لمعلمي "السناتر" إلي ما يزيد علي المليون.. فهل سيتخلي المدرس عن ذلك لحساب نظام جديد يحلم الوزير بتطبيقه.
المجموع التراكمي يعني أن درجات كل سنوات الثانوية العامة داخلة في المجموع النهائي.. والمشكلة لا تكمن في آلية الامتحانات ولا ضمانات نزاهتها.. وانما في الحرص علي الحصول علي أعلي الدرجات للفوز برضاء مكتب التنسيق.. ولأن المدرس لن يدرب الطالب علي المادة لكي يحصل علي أعلي الدرجات مجانا ولوجه الله فلن يكون أمام اولياء الامور سوي اللجوء للدروس الخصوصية ليستمر نزيف المال 3 سنوات بدلا من سنة.
والوزير يعلم بالتأكيد أن الدول التي تأخذ بهذا النظام التراكمي لا يوجد بها مكتب تنسيق بل أنظمة متعددة ومستقلة للقبول بالجامعات.. بحيث لا يكون المجموع في نهاية المرحلة الثانوية هو العنصر الوحيد المتحكم في التحاق الطالب بالجامعة.
ومعاليه يعلم بالتأكيد انه في الدول المتقدمة تعليميا يكفل نظام التعليم العام تأهيل الطالب لسوق العمل بحيث يكون له الخيار بعد انهاء تعليمه العام في الالتحاق بالجامعة مباشرة او تأجيل ذلك والالتحاق بسوق العمل.. ثم الالتحاق بالجامعة بعد اجتياز شروطها عندما يرغب في ذلك.
ومعاليه يعلم أن مناهج الصف الأول الثانوي تجمع بين المتطلبات الدراسية للأقسام العلمية والأدبية لمساعدة الطالب علي اختيار القسم المناسب لامكانياته.. وان الطالب ذو الميول العلمية لا يستطيع التفوق في مواد الفلسفة وعلم النفس والعكس صحيح.. بل ان بعض الطلاب لا يستطيع أكثر من الحصول علي درجة النجاح في المواد التي لا تتلائم مع قدراته.. فهل سيدخل ذلك في المجموع.
تساؤلات مشروعة من حقنا علي معالي الوزير الحصول علي اجابات عليها دون تهكم.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف