هل نحن في حاجة إلي قانون للاستثمار أم في حاجة إلي الاستثمار في العقول..منذ سنوات ونحن نتحدث عن تعديلات جاذبة في قانون الاستثمار أو عمل قانون جديد يضمن جذب المزيد من الاستثمارات..خلال السنوات الثلاثaة الاخيرة خسرنا مليارات الدولارات بسبب البطء في اتخاذ القرارات والاعتماد علي مسئولين لا يعرفون شيئا عن جذب الاستثمارات ونتج عن ذلك ايضا ضعف في توفير فرص العمل..الاستثمار في العقول يا سادة أهم ألف مرة من الاستثمار في القوانين لأننا باختصار شديد لو كانت لدينا عقول مستنيرة كنّا أنجزنا هذا القانون في عدة أشهر وتجنبنا خسائر نحن في أشد الحاجة اليها..دعونا نعترف ان البيروقراطية احد أهم أسباب تطفيش المستثمرين لأننا نترك اتخاذ القرارات في اياد مرتعشة او فاسدة وهو ما يؤدي في النهاية إلي هروب المستثمرين..دعونا نسير في اتجاهين متوازيين ونضمن تأهيل كوادر بشرية مع إصدار تشريعات وقوانين تجد من يفهمها وينفذها..في جميع الدول التي ترغب في تحقيق معدلات نمو مرتفعة تجد حوافز الاستثمار بلا حدود ولا تجد البيروقراطية ولا الروتين الموجود في مصر..عاصرت هروب بعض المستثمرين بعد ان فشلوا في الحصول علي موافقات لإقامة مشاريع داخل مصر رغم انهم استوفوا كل الشروط ولكنهم دائما ما يصطدمون في النهاية بالموظف الجاهل الذي يعرقل كل شيء بحجة القانون بيقول كده..نحن في حاجة شديدة إلي ثورة تصحيح في الفكر وتطبيق الإجراءات وتعليم الموظفين كيفية استثمار الفرص او ترك هؤلاء في اماكنهم والاستعانة بموظفين من القطاع الخاص المتعلم لإدارة الملفات التي تحتاج إلي عقول ناضجة..لو صدر الف قانون استثمار وألف لائحة تنفيذية وبقيت العقول النائمة كما هي لم ولن نحقق اي شيء..ولو وضعنا الرجل المناسب في المكان المناسب وطبقنا مبدأ الثواب والعقاب سننجح في تحويل مصرالي دولة عصرية متحضرة جاذبة للاستثمارات بشرط الحفاظ علي حقوق الجميع