نبيل زكى
كلمة السر - تحديات أمام شباب العالم
اهتمام منتدي شباب العالم في شرم الشيخ بقضية السلام العالمي ومساهمة الشباب في حفظ السلام يمثل قضية عاجلة وملحة، لأن العالم يواجه هذه الأيام اخطارا داهمة بعد مرور ربع قرن علي انتهاء الحرب الباردة، ذلك اننا نشهد الآن سباق تسلح مستمر ومحموم، وتهديدات بشن حروب جديدة قد تكون حروبا نووية. فقد أقر الكونجرس الأمريكي ميزانية قدرها ٧٠٠ مليار دولار لوزارة الدفاع بينما كانت ٥٩٦ مليارا في عام ٢٠١٥. وفي الوقت الذي تطالب فيه معظم دول العالم بالقضاء علي الأسلحة النووية، تضع الإدارة الأمريكية خطة لتحديث الترسانة النووية الأمريكية بتكلفة تريليون دولار لانتاج ثمانين رأسا نوويا جديد كل سنة. واضاف مجلس الشيوخ الامريكي إلي متطلبات الدفاع ستة آلاف جندي جديد في الجيش والف جندي في مشاة الاسطول و٥٤ طائرة حربية اف- ٣٥ زيادة عن المطلوب!
وتجيء هذه الزيادة في الانفاق العسكري في وقت تعتزم فيه الولايات المتحدة توسيع عملياتها العسكرية فيما وراء البحار. والمتوقع أن ترسل واشنطن الآلاف من الجنود إلي أفغانستان مرة أخري.
ويوجد الآن في أفغانستان ٩٨٠٠ جندي أمريكي. ويقال أن ٦٠ مليار دولار مخصصة في الموازنة للحروب الأمريكية في افغانستان وسوريا والعراق وأماكن أخري، كما تعتزم واشنطن ارسال عسكريين امريكيين، مرة أخري، إلي ليبيا. ووفقا لتصريحات وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس، فإن أمريكا لن تنهي احتلالها للعراق حتي في حالة هزيمة داعش نهائيا.
كما توجد قواعد عسكرية امريكية دائمة علي الارض العراقية. وانشأت واشنطن ثماني قواعد عسكرية علي الأقل في سوريا رغم انها لم تحصل علي تصريح بذلك من الحكومة السورية أو حتي من الأمم المتحدة. ويقول مسئولون في البنتاجون انهم سيواصلون احتلال اراض سورية حتي بعد هزيمة داعش! كما أن حروب الطائرات الامريكية بدون طيارين مستمرة في عدة دول.
ويقول السناتور الجمهوري المعروف »بوب كروكر»، رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، انه يشعر بالقلق خشية ان تؤدي التهديدات الطائشة التي يطلقها الرئيس الامريكي ترامب ضد دول اخري إلي دفع الولايات المتحدة إلي طريق حرب عالمية ثالثة.
ويقول شيلدون رشمان، رئيس التحرير التنفيذي لمعهد »ليبرتاريان»، الامريكي ومؤلف لعدة كتب، انه منذ اعتداءات ١١ سبتمبر ٢٠٠١. تخوض الولايات المتحدة حروبا مستمرة، وانه يوجد الآن ٢٤٠ ألف جندي أمريكي في ١٧٢ دولة ومنطقة أي في ٨٩٪ من دول العالم!
والغريب ان هناك في امريكا من يوزع الاتهامات بانتهاك حقوق الانسان في هذه الدولة أو تلك. ويقول كل من »رون بول»، و»دانيل ماك آدمز»، انه منذ الحرب العالمية الثانية لم تدخل الولايات المتحدة أي حرب من الحروب دفاعا عن النفس »أي أن حروبها كانت للعدوان»، وانها قتلت الملايين من البشر الذين لم يهاجموا امريكا قط: قتلت ٢ مليون في كوريا واكثر من ٢ مليون في فيتنام وكمبوديا واكثر من مليون في الحرب ضد العراق.
الميزانية الحربية الامريكي هي الاكبر علي سطح الكوكب وتشكل نصف الميزانيات الحربية في العالم كله، بينما تؤكد تقارير الأمم المتحدة أن اكثر من ٢٠ مليون انسان في افريقيا والشرق الاوسط يتضورون جوعا، وان المجاعة مستمرة في جنوب السودان والصومال واليمن ونيجيريا.
يحدث هذا بينما استحوذت خمس شركات امريكية لصناعة الاسلحة علي نحو مائة ملياردولار لانتاج الاسلحة المطلوبة من البنتاجون!
ويقع علي عاتق شباب العالم مواجهة ذلك كله.