ليس من تفسير للتحذير الذي اطلقته أوكرانيا لسياحها من زيارة مصر سوي أنه صدر نتيجة نقص المعلومات لما جري من أحداث بشأن مطاردة الارهاب. هذا الاجراء من جانب أوكرانيا يجيء في وقت كان قد بدأ السياح الأوكرانيون يتدفقون علي مقاصد مصر السياحية الشاطئية خاصة البحر الاحمر وجنوب سيناء. ما اقدمت عليه أوكرانيا من تسرع في اصدار هذا التحذير يشير إلي قصور في الفهم لحقائق الأمور.
لا جدال أن مواجهة هذا التطور تتحمل مسئوليته هيئة الاستعلامات إلي جانب أجهزة وزارة السياحة المعنية بالدعاية والتسويق والترويج لصناعة الامل في مصر. خطورة هذا التحذير أنه يأتي في وقت بدأت فيه حركة السياحة المصرية تشهد تعافيا وانتعاشا لتودع سنوات طويلة من الانحسار والركود. يضاف إلي ذلك دور وزارة الخارجية التي عليها أن تعظم اتصالاتها علي أعلي المستويات الدبلوماسية لتوضيح حقيقة الامور التي قد تكون وراء قرار هذا الحظر الاوكراني.
معالجة هذا الامر يحتاج إلي إيجابية وسرعة التحرك تجنباً لتداعياته علي السياحة وبالتالي علي حالة التفاؤل التي بدأت تسود الاوساط السياحية. لابد من ان تشمل الجهود المطلوبة سفر وفود من الخارجية ووزارة السياحة بجناحيها الرسمي والخاص إلي أوكرانيا لإجراء اللقاءات والاتصالات بالمسئولين الاوكرانيين سياسياً وسياحياً لتوضيح حقيقة ما يجري في مصر. يدخل ضمن هذا التحرك دعوة وفود إعلامية للاطلاع ميدانيا علي الأوضاع والتأكد أن مصر آمنة.
علي أجهزة الدولة افهام الاوكرانيين ان ماحدث في الآونة الأخيرة يتم في اطار عملية مطاردة ومتابعة التنظيمات الارهابية التي يدخل ضمن مخططاتها تهديد كل دول العالم بما فيها أوكرانيا. يتحتم ان يكون مفهوماً لكل الاطراف المتصلين بهذه الازمة الطارئة أهمية محاصرة الازمة قبل استفحالها.
الحقيقة أن العاملين في السياحة معذورون في توجسهم وتخوفهم من آثار هذا التحذير. يأتي ذلك في إطار تفاعلهم وحساسيتهم المفرطة علي ضوء معاناتهم وما تعرضوا له نتيجة كارثة انحسار السياحة من آلام وضياع.
كم أرجو أن اسمع في اسرع وقت عن هذا التحرك المشترك من جانب الخارجية والمسئولين عن السياحة لاحتواء هذا التحذير الاوكراني. ليس هناك ما يقال تعليقاً سوي أننا ماصدقنا أن تتعافي السياحة رغم استمرار الحظر المتعمد لأسباب مريبة وغير امنية من جانب كل من روسيا وبريطانيا الدولة الداهية العجوز. من المؤكد أن مخططات هذه الدولة كانت وراء دمار وخراب كل منطقة الشرق الاوسط.