د . أحمد عفيفى
كلمة حق - رغم كل المؤامرات
كثيرون منا يطلبون الكمال في الأداء الحكومي في مجالات الأمن والتعليم والصحة والإعلام والثقافة وغيرها من مناحي الحياة. متناسين أن الوصول إلي الأداء الأمثل لا يأتي إلا بالتعاون المثمر والبناء بين الشعب وحكومته. ولكي نصل إلي هذة الحالة لا بد وأن نؤمن بأن القائمين علي الأمر ما هم إلا مصريون وطنيون تم تكليفهم من قبل الشعب لإدارة الدولة وللصالح العام.
وفي اللحظة التي يدرك فيها المصريون أن هناك ضرورة حقيقية لتغيير بعض المفاهيم والموروثات الخاطئة. سينصلح الحال وتتضح الرؤي. لأن الأمر يبدو في مجمله مسئولية مشتركة بين الشعب وسلطته الشرعية.
فاذا ما توقفنا عن تزويج القاصرات. سنقلل من آفة انتشار ظاهرة الطلاق والمرض النفسي في المجتمع. أما اللحظة التي نرتضي فيها الحد من ظاهرة كثرة الإنجاب والتي لا تتسق مع أحوالنا الاقتصادية. سنشعر حتما بمردود النمو الاقتصادي وبالتالي ترتقي نوعية الحياة.
أما الوقوف بجانب الدولة في القضاء علي آفة الدروس الخصوصية سيؤدي إلي عودة الدور الريادي للمدارس. وبالتالي صلاح منظومة التعليم برمتها. وإذا ما انتهجنا أسلوبا حضاريا في طبيعة الحياة ولم نسرف في أحد جوانبها ومارسنا الرياضة. سنقلل العبء بدون أدني شك علي ميزانية الصحة. لأن الطب الوقائي أفضل بكثير من الطب العلاجي.
وعندما يصدق الشعب ويتخذ قرارا حقيقيا بالتعاون مع أجهزته الأمنية ستتقلص فرص تمدد الإرهاب. وبالتالي يعم الأمن والأمان في ربوع الوطن. فتعود السياحة وتسعي إلينا الاستثمارات.
وفي مجال الإعلام لو تجاهل الشعب القنوات المأجورة والملونة. وأهمل مقدمو البرامج المؤثرون مصالحهم الشخصية لحساب مصلحة الوطن لساعد ذلك الدولة علي النهوض بمنظومة الإعلام المرئي والمقروء والمسموع. لنعود إلي ريادتنا ونسترد عافيتنا من القوة الناعمة التي كثيرا ما ساهمت في وضعنا الدولي والإقليمي.
إن الامر وفق تلك المعطيات يبدو مسئولية مشتركة بين الشعب وحكومته وقيادته الساسية. وفي اللحظة التي تتسق فيها الجهود وتتوافق الرؤي بصدق ستمضي حتما الدولة المصرية إلي الأمام. لكي يثبت التاريخ في طيات كتابه أن المصريين استطاعوا في لحظة فارقة أن يحافظوا علي وطنهم رغم كل المؤامرات.
ولكي يتحقق ذلك لا بد وأن تحاول الحكومة بذل مزيد من الجهد في إطار الصالح العام. بل والعمل علي خلق مناخ إيجابي. وحالة تسمح للشعب بالسير في اتجاه تغيير موروثات لا تتسق واللحظة الراهنة.
ولحين ذلك علينا أن نشير بعين من الرضا إلي ما تحقق في مجال عودة مصر إلي مكانتها المستحقة دوليا. أما تنويع مصادر تسليح الجيش فهو أمر يستحق الشكر والتقدير لما له من أثر إيجابي علي تحرير القرار السياسي. أما المضي قدما في في تفكيك بؤر العشوائيات ببناء مساكن جديدة وتطوير شبكات الكهرباء والصرف الصحي والطرق فهي حالة تحمل في مضمونها بشري لمستقبل أفضل.