تتجه انظار العالم اليوم الي مدينة بون الالمانية حيث تشهد الدوره 23 لقمة المناخ التي تعد اكبروأهم تجمع بيئي في العالم بمشاركة 197 دولة سيحاول خلاله المفاوضون من مختلف انحاء العالم وضع المبادئ الخاصة بتنفيذ اتفاق باريس للمناخ الذي أعطي للعالم أجمع بارقة أمل في إمكانية الاستمرار في الحياة علي كوكب الأرض وانقاذ البشرية من الفناء.
القمه يشارك فيها رؤساء وملوك ورؤساء حكومات معظم دول العالم يجتمعون من اجل وضع استراتيجية عالمية طويلة الاجل تضمن التزام الجميع بخفض انبعاثات الكربون حتي يمكن الابقاء علي درجة حرارة الأرض اقل من درجتين مئويتين حفاظاً علي سلامة العالم.
تحظي هذه القمه بأهمية بالغة بعد انسحاب امريكا في شهر يونيو الماضي من اتفاق باريس واعلان ترامب امام العالم أن بلاده ليست مستعدة للانفاق المالي المطلوب لحماية المناخ مما ترتب عليه مشكلة جديدة امام العالم وهي سد الفجوة التمويلية الناتجه عن انسحاب امريكا .
دول العالم اجمعت علي تمسكها باتفاقية باريس واعلنت اوروبا ان اتفاق باريس لا رجعه فيه واتفقوا علي التعاون معا من اجل الالتزام بتنفيذ الاتفاقية بدون امريكا وعزلها عن مسار العالم.
وبدأ العالم في اعادة النظر في التعهدات المالية الخاصة بدعم الدول النامية لمساعدتها علي مواجهة مخاطر التغيرات المناخية وطرحوا فكرة ان يذهب الدعم لمجموعة الدول الجزرية التي تعد اكثر تأثرا وتضررا من التغيرات المناخية باعتبارها الدول الاقل دخلا والاكثر فقراً.
وجزء بسيط يذهب للدول متوسطة الدخل مثل بلدنا مما يترتب علية عدم حصولنا علي المساعدات والمنح التي تساعدنا في تنفيذ مشروعات من شانها مواجهة المخاطر التي اصابت البلاد بسبب التغيرات المناخية.
العالم ينظر الي مصر باعتبارها من الدول متوسطة الدخل وليست الفقيره وقد يكون هذا حقيقياً ولكن في المقابل فإن بلدنا لم يكن لها اي دخل في زيادة الانبعاثات التي تسببت في ظاهرة التغيرات المناخية والتي اضرت ببلادنا وعلي الدول المتقدمه التي بدأت منذ القرن الماضي ثورتها الصناعية ولوثت العالم بانبعاثاتها وحققت نجاحات كبيرة وتنمية شاملة في شتي المجالات ان تتحمل مسئوليتها عما اصاب الدول النامية من كوارث وفيضانات وتدمير للأراضي الزراعية ولم تبدأ بعد خطواتها الأولي نحو الصناعة والتنمية ان تتحمل تبعات انبعاثاتها.
هل تنجح قمة بون في استكمال مسيرة نجاح باريس للإبقاء علي الحياة علي كوكب الأرض هذا ما سوف تسفر عنه الأيام القادمة.