صالح ابراهيم
خارج الصندوق - ضمير "أبلة حكمت".. وتطوير التعليم !!
** هل هي مجرد مصادفة.. أو باقة ضمن تشكيلة لدورة تليفزيونية.. أقصد أن تبث قناة الدراما بماسبيرو مسلسل "ضمير أبلة حكمت" لأديب الدراما التليفزيونية الراحل الرائع أسامة أنور عكاشة وبطولة سيدة الشاشة الراحلة المبدعة فاتن حمامة وكوكبة من فناني الدراما العظام.. اختارتهم بعناية الأستاذة انعام محمد علي.. ويتناول المسلسل من خلال مديرة مدرسة نور المعارف التجريبية والعاملين معها والمحيطين بها قضية التعليم وأطراف العلاقة.. مسئول.. وزير.. وكيل وزارة.. محافظ.. مدير عام.. مدير مدرسة.. وكيل مدرسة.. أعضاء هيئة تدريس.. طالبات من مختلف المستويات الاجتماعية.. ويتحدث بتركيز عن تلك القضايا المساعدة داخل الفصول والأنشطة.. وعلاقات هيئة التدريس.. من يعتمد مهمة المعلم روتينا ووظيفة كمثيلاتها من وظائف الميري.. وبعضهم يمتلك الشجاعة للانسحاب إلي مهنة أخري.. رغم انه ظاهرا لم يقصر في واجباته أو المطلوب منه.
** هذه المقدمة ضرورية.. لأن إذاعة المسلسل الناجح جداً.. مرة جديدة.. تواكب مع اهتمام ملموس للرأي العام.. ومسئولي الوزارة.. وأولياء الأمور.. بصيغة جديدة تصلح أساسا ناجحا لتعليم مطور.. ينهض بالوطن واستثمار قوي العمل فيه علي النحو الأمثل.. بعد المعاناة الطويلة من تعديلات وقرارات.. شملت التعليم الأساسي وامتدت في بعض الأحيان إلي الجامعة.. سواء تناولت تحديث المناهج.. أو تغيير نظام الدراسة من الفصل الدراسي إلي الساعات المعتمدة.. وما تلا ذلك من إلغاء للتعليم المفتوح بعد سنوات من التطبيق وعشرات الآلاف من الخريجين.. وهو الأمر الذي طال حتي الصف السادس الابتدائي.. بإلغاء شهادة الابتدائية واعتبارها سنة نقل عادية ضمن التزام الدولة بمجانية التعليم الأساسي.
** يعرضون مسلسل "ضمير أبلة حكمت".. ويدركون اتساع دائرة مشاهديه.. كعمل رائع ومحترم مضمون اقبال المشاهد عليه.. يمنح الوقت المتميز للبث.. وربما دفعوا فئات الرأي العام عن غير قصد.. لمقارنة الحلول والأمنيات التربوية.. والسلوكيات الإدارية للمربية الفاضلة حكمت هاشم مديرة مدرسة روضة المعارف التجريبية بالاسكندرية "نلاحظ في معظم أعمال عكاشة حالة العشق التي يشعر بها قلمه وضميره اتجاه عروس البحر المتوسط.. ماريا وتربها الزعفران".. وإذا حدثت المقارنة.. مهما كان مستواها فهي بالتأكيد تلقائية.. لا تمنع أبداً تكوين فكرة لدي كل قارن رسائل المسلسل.. بمصير البوكليت أو استبدال النظام الورقي للأسئلة والأجوبة بإعداد الامتحانات "أون لاين" كما يري العالم المحترم د. طارق شوقي وزير التربية والتعليم والتعليم الفني.. ولما لمسناه من دقة في تصريحاته.. منها أولوية الاهتمام بتنمية المدرس مهنياً والإعداد الجيد بتسليحهم بأدوات العصر المعرفية والتكنولوجية والمؤهلات تربوياً.
** من الواضح ان الوزير يرفض المعلم النمطي.. حتي لا يظل الأبناء رهنا بمصيدة الحفظ والتلقين واختار التدريب الجاد "نصف مليون معلم" علي النظام الجديد وتجهيز المدارس بالبنية التحتية للاتصالات لمواجهة مخاوف أولياء الأمور بشأن استخدام الانترنت في التقديم والامتحانات.. ونحن نضيف توقعا بمكانة رئيسية لمعمل الكمبيوتر بالمدرسة.. والتوسع في استخدامه بين الطلاب.. بدلاً من مبادرة بعض مديري المدارس إغلاق أبواب المعامل بالمفتاح خارج حصة الحاسب الآلي وأشار د. محمد عمر مدير صندوق دعم وتمويل المشروعات التعليمية إلي تكليفات القيادة السياسية بالاهتمام بالتنمية المهنية المستدامة للمعلمين والتوسع بمشروع "المعلمون أولاً" لتغيير سلوكيات المعلم وإبراز الجانب التربوي.
** ونعود لمتابعي المسلسل.. لنجد ان اختيار المدرسة التجريبية للوعاء الدرامي فيه إشارة واضحة.. يرشح فيها عكاشة.. التعليم التجريبي الذي حل الكثير من المشكلات المستعصية "ربما أبرزها التخلص من كثافة الفصول غير الطبيعية.. تلقي العلوم باللغات الحية.. ليفتح الباب أمام الطلاب لتنمية قدراتهم ومعلوماتهم.. وتوفر المناخ للأنشطة المختلفة" وبالفعل فقد انتشر التعليم التجريبي في العديد من المحافظات.. أصبح المنافس القدير للتعليم الخاص والوجه المشرف للتعليم الحكومي وان كان يحتاج إلي الدعم أمام أنواع وأنواع ومسميات من المدارس جذبت انتباه أولياء الأمور وإقبالهم رغم مصاريفها العالية.. ومن ملفات المسلسل نلمس الهاجس الأول لأبلة حكمت في ضرورة التأهيل المستمر للمعلمين وبدون توقف.. وحلها البديل للدروس الخصوصية "فرقة الطوارئ المتطوعة خلال الحصص".. ما أحوجنا للتنقيب في الأعمال الإبداعية التي تناولت قضايا التعليم.. ربما دخلت ضمن حزمة الاستفادة من التطوير المنتظر.