الجمهورية
ناصر عبد النبى
توك شو - معاناة القاهرة السينمائي
حدث ما حذرنا منه لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي الذي يعاني من أزمة مالية طاحنة جعلته يقف عاجزا أمام طلبات النجوم العالميين الذين فرضوا شروطهم لحضور المهرجان منهم النجم العالمي آل بتشينو الذي اشترط طائرة خاصة لحضور المهرجان ونجوم آخرين طلبوا الإقامة في غرف غير قابلة للاشتعال بالإضافة إلي الأعباء المالية الأخري وهي طلبات تعجز أمامها ميزانية المهرجان المحدودة والتي لا تتعدي بضعة ملايين من الجنيهات ولم يكن أمام إدارة المهرجان وسيلة إلا اللجوء لإحدي القنوات الفضائية الخاصة وهي قناة دي إم سي لرعاية المهرجان ودعمه وامتد الأمر من الرعاية والدعم إلي تسليم المهرجان تسليم مفتاح إلي إدارة هذه القناة بعد أن وصل الأمر إلي تدخل القناة في دعوات النجوم من الفنانين سواء في مصر أو خارجها والمشاركة في تنظيم حفلي الافتتاح والختام ودعوة نجوم شرف المهرجان من النجوم العالميين.. وبالتالي تم تسليم جميع اختصاصات إدارة مهرجان القاهرة السينمائي إلي القناة والتي ستكون تغطيتها للفعاليات حصرية وهو ما سيؤثر علي تغطية المهرجان إعلاميا بعد اقتصار التغطية علي قناة واحدة بعد أن كانت في السابق متاحة لجميع القنوات.. ونحن لا نلوم قناة دي إم سي علي تدخلها لرعاية ودعم المهرجان ولكنها خطوة كان لابد منها لإنقاذ المهرجان من عثرته وهذا حق القناة في البحث عن فعاليات مهمة لرعايتها وإتاحتها لجمهور القناة ولكن ما نقف أمامه هو الحال الذي وصل إليه المهرجان المصري الدولي الذي أصبح الآن يتسول ويبحث عن منقذ حتي يحافظ علي استمراريته علي خريطة المهرجانات العالمية.. لم يستطع المهرجان أن يطور من نفسه بعد رحيل العملاق سعدالدين وهبة بل وتوالت الدورات ومن معاناة إلي أخري حتي وصل إلي مرحلة ما قبل الانهيار الآن ووقف بعض رجال الأعمال موقفا سلبيا من المهرجان بل بعضهم راح يبحث عن مجد شخصي ويقيم مهرجانا موازيا وقبل انعقاد القاهرة السينمائي بأيام قليلة وهو ما أثر سلبيا علي المهرجان. وهذا ما فعله نجيب ساويرس الذي أقام مهرجان الجونة في دورته الأولي واستدعي إليه نجومًا عالميين بطائرته الخاصة بدلا من أن يدعم مهرجان الدولة والذي يحمل اسم عاصمتها بل وتواري بعض الفنانين عن فعاليات القاهرة السينمائي في دوراته السابقة في الوقت الذي هرولوا فيه إلي الجونة للاستمتاع والاستجمام فهل مطلوب أن يقام مهرجان القاهرة في أحد المنتجعات السياحية لضمان حضور أكبر عدد من الفنانين.. حتي الفيلم المصري غاب عن المهرجان بعد أن شارك الشيخ جاكسون في الجونة ليبقي المهرجان بلا فيلم مصري.
** والسؤال: هل تم تسليم مهرجان القاهرة السينمائي لقناة دي إم سي لضمان حضور الفنانين علي اعتبار أن حفل افتتاح القناة شهد أكبر حضور فني يفوق دورات المهرجان السابقة وهل شكل المهرجان سيتغير للأفضل مع دخول القطاع الخاص مشاركا في تنفيذ فاعلياته ليتحرر من التعقيدات الإدارية وما دور إدارة المهرجان في هذه الدورة وما موقف وزارة الثقافة وهل سيكتفي الوزير بحضور الافتتاح والختام فقط بدون دعم حقيقي من الوزارة وهي التي تدعم مهرجانات ليس لها أهمية ولا ترتقي لأهمية مهرجان القاهرة الدولي للسينما.
** وفي النهاية مهرجان القاهرة يحتاج لدعم الجميع وتضافرهم وإعادة صياغة لخريطة المهرجان في مصر وإعطاء الأولوية للقاهرة السينمائي الذي يحمل اسم مصر في المحافل الدولية رسميا.. فهل يتحقق ذلك في الدورات القادمة أم سيظل الحال كما هو؟
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف