الأهرام
سعاد طنطاوى
اغتصاب النساء بين الواجبين القومى والوطنى
التصريح الصادر عن محامي في إحدى القنوات الفضائية ونقلته عنه احدى الصحف الذى قال فيه ان «البنت اللي مش بتحافظ على نفسها وتدعو الناس إنها تعاكسها ولابسة بنطلون مقطع اغتصابها واجب قومي والتحرش بها واجب وطني >> ، اصابنا بحالة من الاستياء والاستنكار لخروج مثل هذه التصريحات المشينة والمخجلة التي تعتبر دعوة صريحة للتحرش والاغتصاب
بغض النظر عن ان التصريح جاء مخالف للدستور المصري الذي يكفل حماية المرأة من جميع أشكال العنف ضدها، وبغض النظر عن انه مخالف لأعرافنا وتقاليدنا إلا إنّ الأغرب من ذلك أن تصدر هذه التصريحات من رجل قانون المنوط به الدفاع عن الحقوق والحريات وحماية المجتمع من الجريمة وتحقيق العدل ، فمنذ متى كان وصف جرائم مثل الاغتصاب وهتك العرض بأنها واجب وطني أو قومى إذا كان هناك فرق بين القومى والوطنى فى المعنى ؟
التصريح يعد دعوة صريحة ، لا بل تحريض فج على التحرش والاغتصاب، مما يهدد الأمن والسلم العام وقد تكررت مثل هذه السخافات فى البرامج الفضائية بسوء اختيار الضيوف وكانتفى ظل عدم وجود ردود أفعال رادعة من المختصين من المجلس الأعلى للصحافة والاعلام وفرعيه الهيئتين الوطنيتين للصحافة والاعلام لا هذه المرة ولا المرات السابقة ، واذا استمر هذا التهاون فى اتخاذ ردود الفعل المناسبة فلن تقوم بعدها للإعلام قائمة
الغريب ان وسائل الإعلام تتعمد مع سبق الاصرار اختيار ضيوف تعرف ايدولوجيتها تماما فى اثارة الجدل والشغب ومع ذلك تصر على ظهور مثل هذه الشخصيات والتصريحات المثيرة للجدل والخلاف ، والتي تحض على نشر العنف ضد المرأة خاصة وفي المجتمع عامة واحتقار المرأة والتقليل من شأنها ، فى وقت لم تسلم فيه مصر من تطاول وكالة رويترز على نسائها والاساءة لهم مما يستدعى منا التدبر فى كل قول وفعل يصدر منا لان هناك من يتابعوننا فى الخارج وينقلون عنا ، وعلينا أن نعى جيدا أن مثل هذه الاقاويل التى تعد افتراءات على المرأة المصرية وتنقلها عنا وسائل الاعلام الأجنبية وكأنها فرصة جاءت لهم على الطبطاب ، تشوه من صورتنا فى الخارج التى نحاول تصحيحها بهدف التنمية فمنذ ايام نشرت رويترز وبالتحديد يوم 11 أكتوبر 2017 تقريرا بعنوان “ منظمة التعاون الاقتصادى والتنمية.. القوانين التمييزية تكلف الشرق الأوسط وشمال إفريقيا مليارات الدولارات "
وتحدث التقرير عما سماه “مشكلة التمييز” ضد المرأة فى مصر ضمن عدد من دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وتناول فى هذا الصدد تصريحات خبراء قالوا فيها إن السيدات فى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا هن أفضل تعليما من ذى قبل بالفعل، إلا أن “العقبات القانونية والاجتماعية” تعيق وصولهن إلى الوظائف والمهن، مما يكلف المنطقة مليارات الدولارات سنويا وان المرأة المصرية رجعية مقموعة تعانى التمييز، لتضاف هذه المعلومة إلى الصورة الذهنية المشوهة والكاذبة التى تناقلتها وسائل الإعلام الغربية أيضا منذ فترة حول الدراسة “المريبة” التى مررت فكرة أن القاهرة هى أكثر مدن العالم خطرا على النساء بسبب تعرضهن للتحرش، وهو الاتهام غير الدقيق الذى ردت عليه السلطات المصرية فى حينه
فارحموا مصرنا يرحمكم الله
برقيات سريعة
• جريمة سوهاج والسفاحتان اللتان تقتلان الاطفال فى عمر الزهور سيناريو متكرر من ريا وسكينه ولكن من فصيلة زوجة أبن وحماتها
• ما حدث من نائب البرلمان الفيومى لا يصح ابدا من رجل وظيفته الاولى سن التشريعات والقوانين وتحية كبرى للطلاب الذين دافعوا عن موظفة أمن الجامعة ولاول مرة ارى أن للفيس بوك وظيفة فى استرداد الحقوق
• بدأت الدراسة منذ شهرين وللاسف يا معالى وزير التعليم لم يستلم الطلاب مكفوفى البصرالكتب الدراسية بطريقة برايل حتى الان ويعانون من عدم تهيئة الاماكن للسير داخل مدارسهم وسوء الوجبات الغذائية ورجاء إلقاء نظرة على مدرسة النور للمكفوفين بحدائق القبة
• منتدى شباب العالم فرصة عظيمة للحوار ومعرفة الرأى الاخر ونتمنى توسيع القاعدة ليشارك أكبر عدد من الشباب المصرى ليرى بنفسه عظمة مصر
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف