حسين الزناتى
رانيا يوسف .. مع الإجهاض الآمن!!
أعلنتها الفنانة رانيا يوسف بكل صراحة ووضوح ،على شاشة الفضائيات بـ " أنها مع الإجهاض الآمن، رغم أنها لم تجهض من قبل" ! وقالت أيضاً " انه إذا كان الإجهاض سببا فى حل مشاكل فإنها تؤيده، وأنه لا يمكن أن نظل تحت رحمة عادات وتقاليد قديمة " !!
مثل هذه التصريحات التى تطلقها فنانة تمتلئ بوجودها الشاشات التليفزيونية وآخرها الرمضانية تؤكد من جديد أن هؤلاء من أهل الفن لايعرفون معنى أن الفن رسالة، وأن الفنان قدوة ، وأن الشهرة مسئولية، وأن حب الناس والإقبال على مايقدمه النجم لا تكون قيمته فقط مما يقدمه للناس من أعمال ولكن أيضاً مما يقوله ويُصرح به ويعلن عن إقتناعه به أمام الناس فى وسائل الإعلام ، وإلا مامعنى أن تقوم الفنانة المحترمة بدور" المفتى" وتلعب دور رجال الدين ، لتحلل أو تحرم أمراً ليس بيديها ولا بيد غيرها ؟!
إن لم يكن الأمر كذلك فما معنى أن تُجهر بهذا الرأى أمام الملايين لتقدم نموذجاً سلبياً ، وذريعة جديدة أمام أجيال جديدة لتقوم بأفعال، تهددها فى دينها وحياتها ومنظومة أخلاقها ببساطة وكأن هذا أمراً طبيعياً ؟!
إن النموذج الذى تقدمه رانيا يوسف ومن يقلدها فى تصريحاتها من فنانين،أمام عامة الناس وعلى الشاشات ، إنما يأتى فى إطار إستكمال حالة الخلل الفكرى والقيمى الذى يساهم فيه مثل هؤلاء ، سواء عبر الدراما أوغيرها من أشكال الفنون، وتجعل منهم نماذجاً تهين الفن وباقى الفنانين، وتسهم بشكل مباشر فى نزع منظومة هذا المجتمع من أقوى دعائمه فى السابق ، وهو محاولة التحلى بروح الأخلاق أو تقديم رسالة مباشرة أوغير مباشرة بأن الفضيلة هى التى تكسب وأن الرذيلة خاسرة، حتى لوكان على سبيل مايقدمونه من أعمال، وبعيداً عن حياتهم واختياراتهم الشخصية فى الحياة .
ان خطورة خروج المشاهير ليقدموا النُصح والرأى فى قضايا ليسوا أهلاً لها ولا بها، أنهم يؤثرون بالفعل فى تلك النماذج التى تقف على الحافة بين طريقين، فى الوقت الذى يرون فى أصحاب الشهرة نماذجاً يمكن أن تحتذى به، من باب التحرر، والتخلص مما يعتبرونه من القيم القديمة،التى تحظر عليهم مايريدون فعله حتى لوكان فى طريق الإنحلال، وتقنين هذا وتحويله إلى عُرف قائم لم يعد هناك بدُ منه !!
البعض يترك نفسه لمن يأخذه الى طريق كان بعيداً عنه من باب التخلص من القيود ورتابة الحياة وضغوطها،حتى لوكان على حساب قيم وأخلاق كان يعيش عليها طوال حياته .. للأسف تصريحات راينا يوسف وغيرها وأفعالهم رُبما تساعد على هذا، فهل نترك هؤلاء بدون حساب ؟!