وفاء نبيل
إتفقوا على الطلاق، قبل الزواج
كل عقد يتم بين طرفين يتضمن الإتفاق على كافة الوجوه، وأهمها حالة عدم إلتزام أحد طرفى العقد، بما ورد فيه، ومتى يكون العقد مفسوخا أو باطلا، والحقيقة أن قسيمة الزواج، ورد بها بند للشروط، من المفروض أن يضع فيها كلا الطرفين الشروط التى تحمى حقوقهما، لكن أغلب عقود الزواج يتم تجاهل بند الشروط فيها، ويشطب عليها بالقلم، كأنها شىء غير مرغوب فيه، فى حين أنها تعتبر ركنا هاما من عقد الزواج. فلماذا نفترض دائما أننا لن ننفصل عن هؤلاء الغرباء الذين ربطنا بهم حياتنا المستقبلية؟
نعم هم فى الحقيقة غرباء، حتى وإن كانوا قد جمعتهم قصص حب سابقة، فالحقيقة تقول، أن الذين تزوجوا عن حب، لم يمنعهم هذا الحب أن ينفصلوا بطرق راقية، بل أن غالبيتهم، إنفصلوا كأنهم أعداء، وأظهروا لبعضهم البعض، أسوأ ما فيهم .
ولهذا وحفاظا على حقوق الطرفين، والأطراف الأخرى الناتجة عن الزواج وهم الأطفال، يجب أن يتم الإتفاق على شكل الحياة بعد الإنفصال، بمعنى أن نحدد مثلا من الذى سيأخذ الطفل، وكيف يمكن للطرف الآخر رؤية الطفل بانتظام، أين سيعيش الطفل، هل فى نفس شقة الزوجية أم أن الطرف الراعى له سينفصل به، ويجب تحديد نفقة هذا الطفل أيضا بمعايير مستقبلية مناسبة، وليحتكموا لسعر جرام الذهب مثلا، وكيفية الزيادة السنوية فى نفقاته، ويكتب الإلتزام بنقاته كلها من معيشة وعلاج، ودراسة، وعدم خروج من البيت الذى ولد فيه الطفل، وأيضا الإتفاق على حقوق المطلقة كلها.
بالطبع نعلم أن كل تلك الأشياء يتكفل بها قانون الأحوال الشخصية، لكنها إذا تم الإتفاق عليها فى عقد الزواج، أصبحت أكثر إلزاما للطرفين، وأسرع فى التنفيذ من أنتظار الحصول على أحكام بتنفيذها بعد سنوات فى المحاكم.
أما أن يتم الإتفاق فقط على قائمة المنقولات، التى تحتوى على ستائر ومفارش وأكواب وصحون وأخشاب، وإهمال الحقوق الهامة، فهذه هى مشكلتنا المزمنة فى حال الإنفصال، ومن لا يريد أن يناقش الأمر كله من البداية للنهاية فهو يعتبر إنسان غير جاد، وقد يضمر النية لتضييع حقوق الطرف الآخر، فليس هناك أى معنى، لأن تتزوج فتاة، ثم يتم طلاقها ومعها طفل أو أكثر ثم تبدأ مشوار شقائها، بالبحث عن عمل لإعالة الطفل، والبحث عن سكن لها وحدها بعد أن أخرجها طليقها من بيت الزوجية، ثم لم يتحملها بيت أسرتها مرة أخرى.
وبالمثل أيضا أؤكد على توثيق حق الأب فى رؤية أطفاله بشكل إنسانى محترم، بعد أن يلتزم بالإنفاق عليهم بقدر إستطاعته، ودون مغالاة لتقييده، عن بدء حياته من جديد.
وللحديث بقية..