الأهرام
مرسى عطا الله
كل يوم - ما ضرورة العاصمة الجديدة ؟
ليس هناك سخف أشد من حملة التشكيك فى مشروع العاصمة الجديدة لمصر التى يرى بعض المرجفين أنها لا ضرورة لها سواء من أرضية المعارضة غير الرشيدة، أو من أرضية عدم الفهم لأحد أهم حقائق العصر الحديث وهى ظاهرة التطور السكانى والعمراني.

إن مشروع العاصمة الجديدة ينبغى أن يكون مدخلا لمرحلة جديدة يصبح فيها علم المستقبليات أحد أهم العلوم فى الجامعات المصرية بهدف قراءة المستقبل، ورسم خريطة دقيقة لمجمل التطورات المنتظر حدوثها على أرض مصر فى المنظور القريب والبعيد حتى نستطيع أن نحدد مبكرا اتجاهات الرياح المستقبلية والشروع مبكرا فى دراسة مدى وكيفية توفير الآليات القادرة على التعامل مع تطورات المستقبل وتحدياته المنتظرة لدولة مازال معدل الزيادة السكانية بها يشكل هاجسا مقلقا ومخيفا.

ولست هنا فى معرض الدفاع عن مشروع العاصمة الجديدة الذى يمثل عنوانا مضيئا لسياسات رشيدة تؤكد صحة الفهم والإدراك لأعباء الحاضر وآمال المستقبل، ولكننى أتمنى أن يكون هذا المشروع نقطة انطلاق نحو الإسراع بركوب قطار العصر بعيدا عن التعصب الأعمى للعديد من الثوابت الأبدية فى الفكر السياسى والاقتصادى والاجتماعى والتى لم تعد صالحة للتعامل مع تحديات الزيادة السكانية والبطالة ومصاعب التوظيف الكامل لقوة العمل ورفع معدلات النمو بالشكل الذى يضمن الحد الأدنى للاستقرار المالى وتناسب الأجور مع الأسعار.

وخلاصة القول: إن العاصمة الجديدة خطوة على طريق تحقيق الحلم والانتقال الهاديء لخريطة عمرانية جديدة والحد من التكدس السكانى الذى بات فوق طاقة الاحتمال ليس فى القاهرة وحدها وإنما فى أرض الوادى القديم بأكمله.. ثم إن الحكم على أى مشروع يجب أن يرتكز أساسا إلى معادلة «الضرر.. والضرورة» ونحن هنا أمام مشروع تتهافت مزاعم الضرر منه إلى حد التلاشى وتتعاظم أدلة الضرورة إلى درجة الحتمية وشدة الاحتياج... وكفى سخفا أيها المرجفون!

خير الكلام:

<< الكسل هو أول خطوة على طريق اليأس والعجز معا!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف