المصريون
رضا محمد طه
الفاكهة والخضروات والحبوب للوقاية من السرطان
باحثون من كلية علوم الحياة في جامعة Warwick, s قاموا بدراسة أوضحت الدور الهام الذي تقوم به عملية الإلتهام –الكنس-الذاتي autophagy، وهي عملية مستمرة في الخلية يتم فيها كنس والتخلص من النفايات الضارة بالخلية، للإبقاء علي الجسم سليماً، والتي لو حدث خلل وظيفي في تلك العملية، تؤدي لحدوث إلتهابات بالأنسجة، ويتبعها أن يصبح الجسم حساساً ومهيئاً للإصابة بالأمراض، خاصة في القناة الهضمية، ومنها الأمعاء وإصابة الجسم بأمراض مثل سرطان القولون، القولون العصبي، مرض كرون، وقرح بالقولون.
وجد الباحثون كذلك، أن تناول الأفراد للأطعمة الطازجة مثل الخضروات والفواكه، ومنها الرمان، والعنب الأحمر، والكمثري، وعيش الغراب، والعدس، وفول الصويا، والبازلاء-البسلة- الخضراء، كلها تحتوي علي مركبات طبيعية، تعمل علي تنشيط عملية الإلتهام الذاتي، ومن ثم تقي من الإصابة بالإلتهابات وأمراض القناة الهضمية الأخري.
وقد اوضح الدكتور نازيس Nezis وفريق عمل البحث، عن إكتشافهم ولأول مرة للبروتين الذي تتحكم في تنظيمه عملية الإلتهام الذاتي، هذا البروتين يسمي "كيني Kenny" والذي يحتوي علي عناصر من احماض امينية تقوم بتحطيم نفسها، إذا حدث خلل وظيفي في عملية الإلتهام الذاتي، وبعده يتجمع مكونات هذا البروتين محدثاً ومسبباً الإلتهاب inflammation، تعرف الباحثون علي تلك العملية من خلال دراستهم علي ذبابة الفاكهة، وذلك بعد وسم-تعليم-بروتين كيني Kenny بالفلوريسين، وهي مادة يمكن تعقب الصبغة ومن ثم بروتين كيني Kenny بالفحص الميكروسكوبي، في نسيج الحشرة وأثناء حدوث عملية الإلتهام الذاتي، وقد اوضح الباحثون، ان أي خلل وظيفي في عملية الإلتهام الذاتي، تكون نتيجتها حدوث إلتهابات خطيرة في القناة الهضمية لذبابة الفاكهة، والذي يتبعها الإصابة بامراض خطيرة، تؤثر علي حياتها، وتسرع من موتها، ولعلاج خلل عملية الإلتهام الذاتي الوظيفي، ومن ثم تجنب الإصابة بالامراض التي تصيب القناة الهضمية، وخاصة سرطان القولون، وجد الباحثون أن العلاج يكمن في تناول الخضروات والفواكه والحبوب السابق ذكرها، والتي فيها المركبات الطبيعية التي تنشط عملية الإلتهام الذاتي، للقيام بتنظيف وكنس النفايات التي يعد تراكمها سبباً في الإصابة بالامراض، نشرت نتائج تلك الدراسة في مجلة Nature Communications، 2 نوفمبر 2017.

في دراسة أخري، نشرت نتائجها في مجلة أبحاث السرطان Cancer Research في إبريل 2017، وقام بإجرائها باحثون من معهد Institute of Bioscience & Technology في تكساس، والتي أعلنوا من خلالها عن طريقة سهلة وبسيطة تساعد في التقليل مخاطر سرطان الكبد، ومن ثم تطيل العمر، وذلك من خلال تناول عيش الغراب mushrooms، ومنتجات فول الصويا، والحبوب الكاملة، والجبن القديم، بالإضافة إلي أغذية أخري غنية بمركب "سبرميدين spermidine" وهو مركب من عديد الامين polyamime، يحتوي علي الأقل مجموعتين من الأمين، وهو موجود بشكل أساسي وتم عزله من الحيوانات المنوية sperms، ولذلك جاءت تسميته سبرميدين، هذا ويوجد مركب سبرميدين أيضاً بصورة طبيعية في العديد من الأغذية منها الجبن القديم، وعيش الغراب، وفول الصويا، والحبوب الكاملة، والذرة.

كانت الأبحاث السابقة والمنشورة عن فوائد تناول مركب سبرميدين، قد أوضحت بعض الفوائد الصحية له، مثل أن تناول مركب سبرميدين عن طريق الفم، قد عمل علي تحسين وظائف القلب، ومن ثم أطال عمر فئران التجارب التي تناولته، إلا أن الدراسة الحديثة ربطت بين هذا المركب وخفض ضغط الدم، مما جعل "ليو Liu " وفريق بحثه يفكروا أنه قد توجد علاقة بين هذا المركب والشفاء من مرض السرطان.

ولأن العلماء قد تبين لهم من خلال الأبحاث السابقة أن السرطان يرتبط دائما وبشكل كبير بوجود نقص فيما يسمي بعملية "الكنس الذاتي autophagy" وهي العملية التي تقوم فيها الخلايا العادية بإلتهام مخلفاتها أو ما ينتج بها من حطام، ولولا تلك العملية أي إذا حدث وتعطلت، فإن ذلك يؤدي لتراكم ذلك الحطام مما يساهم في حدوث السرطان بالخلايا. في تلك الدراسة إكتشف الباحثون أن الدور الهام لمركب سبرميدين والتي تقل diminishأو تختفي فائدته لتحسين الصحة عندغياب بروتين يسمي MAP1S، هذا البروتين يقوم بتحفيز عملية الكنس الذاتي autophagy، مما جعل فريق البحث يستنتج أن الفعل الوقائي لمركب سبرميدين ضد مرض السرطان، هو ببساطة في أنه يحفز ويشجع عملية الكنس-التنظيف-الذاتي والتي ترتبط ببروتين MAP1S، كما أوضحت النتائج من خلال جرعات سبرميدين التي حصلت عليها فئران التجارب كمكمل غذائي عن طريق الفم، هذا ويأمل الباحثون في إستكمال تلك الدراسة لتشمل الإنسان بحيث يضعوا المعايير الصحية الأمنة والتي من خلالها يستفيد الإنسان من تناول مركب سبرميدين لمقاومة السرطان وتحسين الصحة بالعموم ومقاومة الشيخوخة.
الألياف تحمي من سرطان القولون:
في دراسة أجراها الدكتور أندرو شان Andrew Chan وزملاءه بمستشفي ماساتشوستس العام وكلية الطب في هارفارد في بوستون، عن علاقة تناول الألياف ومخاطر الوفاة جراء سرطان القولون، وقد نشرت نتائجها في مجلة JAMA Oncology في 3 نوفمبر 2017. في تلك الدراسة، جاءت نتائجها بعد متابعة الباحثون لعدد 1575 شخص تم تشخيصهم بسرطان القولون في المراحل 1، 2، و3، وليس بينهم حالة من سرطان القولون المتأخر والمنتشر، ومن خلال الإستبيانات عن إجمالي الألياف التي تناولها هؤلاء المرضي، وكذلك الحبوب الكاملة التي تناولوها، وأيضاً الألياف التي حصلوا عليها من خلال الطعام الشخصي، وكانت النتائج تم تجميعها في فترة 8 سنوات، من بداية تشخيصهم، خلال تلك الفترة، حدثت وفاة في 773 حالة، منهم 174 بسبب مباشر لسرطان القولون. وقد اوضحت النتائج أن الافراد المصابون بالسرطان والذين تناولوا كمية كبيرة من الألياف، نقص عندهم مخاطر الوفاة مقارنة بالافراد الذين تناولوا كمية صغيرة، فمثلاً أوضحت النتائج، ان كل 5 جرام زيادة في الألياف تناولها الافراد يومياً، إرتبطت بنقص في مخاطر الوفاة بنسبة 22%، وأيضاً كانت الزيادة في تناول الحبوب الكاملة بمقدار 20 جرام في اليوم ، قد إرتبطت بنقص في مخاطر الوفاة 28%. هذا وأوضح الباحثون أهمية تناول الحبوب الكاملة وتأثيرها الكبير في التقليل من نسبة الوفيات، حيث أوضحت النتائج، أن كل 5 جرام زيادة في إستهلاكها يقلل من مخاطر الوفيات بنسبة 33%، بينما الألياف الموجودة في الخضروات، قللت من مخاطر الوفيات بنسبة 17%، أما ألياف الفاكهة، فليس لها تأثير علي التقليل من تلك المخاطر.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف