جلال دويدار
خواطر - نهاية غير متوقعة وسعيدة لأزمــة إقليــم كردسـتان!!
نهاية غير متوقعة وسعيدة انتهت إليها أزمة استفتاء اقليم كردستان العراق.. وقع البارزاني زعيم الاقليم ـــ الذي كان يسعي للاستقلال وتأسيس دولة مستقلة ــــ ضحية تداعيات هذه الخطوة باعلانه التخلي عن سلطاته.تجري محاولات إنهاء الأزمة بالفهم والتفاهم مع الحكومة العراقية المركزية. هذا التحرك يستهدف تجنب مرحلة جديدة من مسلسل الصراع المسلح بين الاقليم والحكومة المركزية. كما هو معروف فقد كانت حقبة حكم صدام حسين للعراق الأكثر دموية في هذا الصراع.
أحيي الاستفتاء الخلاف ايضا مع تركيا وإيران وهو ما كان له دور مهم في حالة الاحباط واليأس التي سيطرت علي المسئولين عن قيادة كردستان. لاجدال ان هذا التحالف الثلاثي الذي جمع بين تركيا وايران والعراق كان محوره الاساسي رفض هذه الدول لمبدأ استقلال كردستان الذي كان يتبناه بارزاني. الاقدام علي خطوة اجراء الاستفتاء الذي انتهي بالموافقة علي استقلال الاقليم عن العراق أثار مخاوف كل من تركيا وايران لما قد يترتب علي تحقيق هذا الأمل.. من تشجيع للأقليات الكردية الموجودة علي ارضيهما علي طلب الاستقلال أيضا.
رفض الاستفتاء ونتيجته من جانب حكومة بغداد وتخلي أمريكا كعادتها عن مساعدة كردستان ومعها معارضة كل دول العالم لهذه الخطوة جعل سلطات الاقليم يرون أنهم سيكونون الخاسرين في اي صراع. زاد من هذا الشعور اتفاق تحالف الدول الثلاث العراق وتركيا وإيران علي إغلاق حدودها مع الاقليم. ادي هذا الإجراء الي قطع كل صلة لكردستان بالعالم. اضف الي ذلك مشاكل تصدير البترول الذي كان يتم التصرف فيه عن طريق خط انابيب يعبر الاراضي التركية الي البحر المتوسط.
كل هذه العوامل كانت وراء ما يشبه الاستسلام للامرالواقع الذي فرضته الظروف علي الاقليم. ما أقدم عليه البارازني عكس إدراكه بكل هذه الحقائق وهو الامر الذي جعله يجنح إلي تجنيب الكردستانيين الخسائر المتوقعة في أي مواجهة مع الحكومة المركزية. في هذا الاطار جاء تسليم السلطات الكردية للمعابر والمنافذ التي تربطها بكل من ايران وتركيا والعراق إلي السلطة العراقية المركزية سلمياً ومن خلال اتفاقات مشتركة.
هذه التطورات تعد انتصاراً لقيادة العبادي للعراق حيث كان من مظاهرها الرئيسية انهاء سيطرة »داعش» علي كل الاراضي العراقية. هذا الانجاز شجعه علي عدم التساهل مع كردستان وهو الامر الذي يشير علي ما يبدو بعودة الاقليم إلي سيادة الوطن العراقي.كل هذا كان دافعاً لان يعلن العبادي علي ضوء هذه النهاية لأزمة الاستفتاء عدم القبول مستقبلاً بشكل الحكم الذاتي الذي كان يتمتع به الاقليم. كم ارجو ان يكون ما تحقق دافعا الي نبذ النعرات المذهبية وتعظيم اللحمة الوطنية العروبية التي تدعم وحدة وسيادة العراق ورفض التدخلات في شئونه الداخلية.