هانى عمارة
المشهد الآن - مائة عام من الاضطرابات !
كلما لاح فى الأفق البعيد ضوء خافت يبعث على الأمل فى ان تتجه منطقة الشرق الاوسط و فى القلب منها العالم العربى الى الهدوء والاستقرار، اذ بالزلازل السياسية والأحداث المتلاحقة تنسف هذا الأمل، ليس هذا تشاؤما، فنحن أبناء هذا الوطن و نعيش فى هذه المنطقة التى نؤثر ونتأثر بما يحدث فيها، سلبا، كان ام إيجابيا وبالتالى يهمنا ان يعم الاستقرار والرخاء والخير والنماء بما ينعكس فى النهاية على تحسين معيشة الناس. ولكن هذه الرؤية المتشائمة جاءت من خارج الحدود وتحديدا من الصين، ففى لقاء مع مسئول رفيع المستوى ومتخصص فى شئون فى المنطقة ويراقب ما يحدث فيها بدقة يرى ان الشرق الاوسط قد يشهد اضطرابات تمتد لقرن كامل يعنى مائة عام، ويستند فى ذلك الى تفجر الصراعات السياسية والعرقية و المذهبية و الدينية التى ما أن تهدأ حتى تشتعل مرة اخري وتنتقل حرائقها وشظاها ولهيبها من مكان الى آخر.
لا أخفيكم أننى شعرت بالخوف والصدمة مما قاله الدبلوماسى الصينى المخضرم وتمنيت الا يحدث ذلك أبدا، ولكن كلما تأملت المشهد جيدا والصراعات التى تتفجر حولنا فى المحيط العربى والاقليمى يوما بعد يوم، يزداد خوفي، اللهم احفظ بلادي.
فاصل قصير: قلت قبل سنوات ان النفوذ توحش إيران، واصبح شريكا فى صنع القرار لاربع عواصم هى صنعاء وبغداد و دمشق وبيروت، وها هى الايام تثبت ذلك، فمع إعلان سعد الحريرى استقالته خارج الحدود من رئاسة الوزراء تكون لبنان قد وقعت فى أيدى حزب الله المدعوم ايرانيا .