الأهرام
سيد عبد المجيد
للعقل فقط - الابتزاز فى مترو الزمالك
فى حال صدقت تصريحات النائب محمد مسعود، سيدخل البرلمان على خط أزمة مترو الأنفاق بالزمالك، والمبرر أن هناك خطرا داهما ينتظر الجزيرة الهادئة المسالمة بمنشآتها وبناياتها التراثية التى هى على قدر كبير من الأهمية.

وفى ظنى أن تلك الأطروحات تدخل فى دائرة الألاعيب والمزايدات، ففى السيدة زينب والمناطق المحيطة بها وأقصد المنيرة تحديدا المواجهة للحى الارستقراطى جاردن ستي، بها من الكيانات المعمارية التى يعود بعضها إلى أكثر من مائة سنة، اخترق أرضها المترو قبل ثلاثين عاما دون أن تصاب بأى أذى منها على سبيل المثال لا الحصر بيت الأمة وقبر سعد باشا زغلول وهو أيضا تحفة تشكيلية ومقر الحكومة ووزارات الصحة والتعليم ثم لاظوغلى ومبانى الداخلية العريقة ناهينا عن مجلس النواب. هذا عن اتجاه حلوان وبالنظر إلى المتجه إلى العباسية، فالقطارت ذهابا وايابا تدب تحت قصر عابدين مخترقة قلب القاهرة الخديوية إلى أن تصل للعتبة بمسرحها القومي، والتحفتان المعماريتان المطافى وهيئة البريد تقفان شامختان ولم يحدث لهما شئ.

إن المشهد بات كافكاويا بامتياز يجمع بين الكوميديا السوداء والعبث الغارق فى شؤم مرعب وأصوات الغضب عالية ومتواصلة، ويبدو أن صرخاتها وجدت من يصغى لها, ليس ذلك فحسب بل وعدت بالاستجابة، إذن «المياه لا يمكن أن تجرى فى العالى أبدا» هكذا قال الأولون.

أما من درسوا وأثبتوا هندسيا أنه لن يكون هناك انهيارات، أو تصدعات فهم أصحاب المصلحة فليذهبوا إلى الجحيم لأنهم ببساطة بلا ظهر، وليسخطوا على قدرهم المحتوم الذى حرمهم أن يكونوا من ذوى النفوذ. ورغم ذلك السواد ثمة ضوء فالدولة الجديدة لن تخضع إلا للصالح العام وتبا للابتزاز.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف